سامي الخرافي يطالب الحكومة ومجلس الأمة بمكافأة المتقاعدين!
زاوية الكتابكتب مايو 10, 2013, 11:36 م 994 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / معاشي 'ما يكفيني'
سامي الخرافي
تشرفت الأسبوع الماضي بحضور حفل تكريم المتقاعدين من أهل الميدان التربوي، الذي أقامته منطقة العاصمة التعليمية مشكورة، تحت رعاية وحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي د.نايف الحجرف، وبحضور عدد من القيادات التربوية، وقد سادت جو الحفل مشاعر الارتياح والسعادة على هذه اللفتة الطيبة لتكريم المتقاعدين من منطقة العاصمة التعليمية، وكان الحفل فرصة للأحاديث الجانبية مع المكرمين، عن أبرز سلبيات وإيجابيات هذه المرحلة وهمومها.
فلا شك أن مرحلة التقاعد هي نهاية طبيعية لكل موظف في الدولة بعد أن أمضى معظم سنين حياته في وظيفته، وكانت شغله الشاغل صباح مساء، وأعطاها أجمل أيام عمره، وهذه المرحلة التي يمر بها الموظف برغبته أو غير ذلك لا ينبغي أن تكون نهاية العالم، أو أن يتم التعامل مع من يتقاعد كما تتعامل حكومتنا.
ومما يلاحظ أن متطلبات الحياة اليومية وارتفاع الأسعار تدفع المتقاعدين إلى جعل الراتب التقاعدي هو محور اهتمامهم، لأنهم قبل التقاعد كانت رواتبهم مرتفعة وخاصة لمن لديه كادر وكانوا يعتمدون عليه اعتمادا رئيسا في معيشتهم، وهم يشكلون نسبة كبيرة من الكويتيين، فالموظف الذي كان يحصل قبل التقاعد على راتب عال واعتاد على نمط معين من الحياة، يجد نفسه فجأة في ظروف صعبة وفي حيرة من أمره بعد التقاعد، فالراتب لا يكفي، ومتطلبات العائلة كبرت، فلا يكاد ما يتقاضاه من راتب تقاعدي بالكاد يكفيه، فتراه عاجزا عن الوفاء بالالتزامات المعيشية لأسرته، وتصل أحوال البعض من هؤلاء إلى حد المأساة التي لا يشعر بها إلا من عاشها، حتى إن هناك الكثير من الموظفين يرغبون في التقاعد لإحساسهم بالتعب بعد خدمة كل هذه السنوات، لكن ما يسمعونه ويشاهدونه من زملائهم المتقاعدين يجعلهم يراجعون أنفسهم مليون مرة قبل أن يقدموا على هذه الخطوة، خوفا من أن يكونوا ضحايا إضافيين للمعاناة التي عاشها غيرهم، فراتب المتقاعد يذهب أغلبه إلى الجمعية والشبرة والتموين وسوق السمك وشراء اللحم وملابس الأولاد وقسط معين ومعاش للخادمة، وفي النهاية يجد نفسه مطلوبا لا يستطيع أن يفعل شيئا، ولقد شاهدت دمعة أحد الأصدقاء تنزل ويمسحها بطرف غترته ويتحدث عن همومه وآلامه ويأمل من الحكومة ومجلس الأمة الالتفات إلى حال المتقاعدين وإعادة النظر في قضية رواتبهم، وصاحبنا لا يزال يترقب يوميا بالصحف اليومية صدور قرار يتم الاتفاق عليه بين الحكومة ومجلس الأمة لتعديل الراتب التقاعدي وأن تكون المسألة جدية وليست لدغدغة مشاعر الناس ثم لا شيء.
ويقول الصديق: لا أدري لماذا لا يعامل المتقاعدون المدنيون في الوزارات الأخرى كما يعامل إخواننا العسكريون الذين شملهم قرار التقاعد، فهم يتقاضون راتبا تقاعديا يضمن لهم حياة كريمة ولا يجعلهم يشعرون بالمعاناة التي يشعر بها إخوانهم المدنيون؟ فلماذا لا يصدر قرار بزيادة رواتب المتقاعدين حسب الدرجة والمسمى الوظيفي، أو أن تكون هناك ميزة للعاملين في وزارة التربية، مثل العسكريين، فوق الراتب التقاعدي تصرف كمبلغ معين تتكفل به الوزارة؟ وعندها تضرب الحكومة عصفورين بحجر واحد، حيث تجد الكثير من الموظفين يسارعون إلى طلب التقاعد، والأمر الآخر هو التسريع في عملية توظيف الشباب التي ينتظرها الكثير من الخريجين ويعانون من مرارة الانتظار.
إننا نأمل من الحكومة ومجلس الأمة مكافأة المتقاعدين وتكريمهم بما يليق بهم، فهم أبناء الكويت، ومن الضروري توفير حياة كريمة لهم بعد أن قضوا سنين طويلة في خدمة وطنهم وأبنائه، فأتمنى أن ترد الحكومة الجميل لأبنائها المتقاعدين بنظرة صادقة ومدركة لحجم المسؤوليات التي يمر بها إخواننا المتقاعدين، وكلي رجاء وأمل بأن نسمع قرارا جريئا من السلطتين بتحقيق ذلك في القريب العاجل.
تعليقات