الحرب الطائفية بغيضة وكريهة ونتنة.. بنظر محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب مايو 10, 2013, 11:39 م 755 مشاهدات 0
القبس
غريب أمرهم..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
إذا هان دم المسلم ما دون ذلك أهون، وهو شرفه وماله وما يملك! في سوريا اليوم، كما في كمبوديا، كما في أفغانستان والصومال ومالي، وفي غيرها من دول الاسلام، هناك يستباح دم المسلم وليس غيره، حيث مصالح القوى الكبرى اكبر من سياسيينا ومن بيدهم القرار منهم، صمتهم في ذلك اقوى وانكى، لا يستطيعون عمل شيء يغير من واقع الحال في تلك الدول بشكل عام، وفي سوريا بشكل خاص، حيث استمرأ الأسد وزبانيته الجريمة المنظمة، وساعدته ايران وذيولها، مثل حزب نصرالله، في العمل على تدعيم النظام السوري وعدم انهياره، وهناك يا سادة ترتكب أبشع المجازر في الصغير والكبير والنساء والرجال، شابهت هذه المجازر الكثير من مجازر اليهود في صبرا وشاتيلا وما قبلهما وما بعدهما، بل فاقتها في كثير منها! والمضحك المبكي ان يظهر هنا وهناك من يتباكى على قبة قبر صنعت من حجارة واسمنت قد سقطت او تحطمت بفعل الحرب، ويغفل بقصد ومن دون تألم وحسرة واعتراض، موت الناس هناك نحراً وغيلة، ومن لا يخرج للموت من بيته خوفاً من ان يفجر به ومن معه!
أحقاً قبة من اسمنت تتعادل مع روح أزهقت زوراً وبهتاناً وظلماً؟! ونبينا الكريم يقول: «لزوال الكعبة اهون عند الله من اراقة دم عبد مسلم». وفي رواية اخرى قوله: «لزوال السموات والارض أهون عند الله من إراقة دم عبد مسلم».
فأين هذا من هذا؟ دم المسلم يتساوى مع الحجارة بل أفضل منه! ولا نكران على من يذبح، وآخر يساعد على الذبح والنحر اليومي لأناس ابرياء، ليس لهم في العير ولا في النفير، إلا لأنهم سنة فقط لا غير! أليس هذا طائفية بغيضة لن تبقي البريء ولا الظالم، فكما تدين تدان، اليوم الظالم قاتل وغدا مقتول، وهكذا الايام دول، فقل بربك يا قاتل ماذا تركت لأولادك واحفادك من بعدك، أليس انتقام الغير منهم بسببك؟ أو ليس الحقد يؤدي الى الحقد والكره المستمرين ابد الدهر مثلهما؟!
الحرب الطائفية بغيضة كريهة نتنة، لا تنتهي الا بفناء طرف على آخر، او فناء الاطراف كلها، ولا ينتهي ذلك ابد الدهر، والتاريخ القديم والحديث شاهد على هذا.
والله المستعان.
***
• الرحمة.
«لي وليت فارحم».
تعليقات