عن الاستراتيجية الناجحة لإيران.. يكتب عصام الفليج

زاوية الكتاب

كتب 1156 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  الاستراتيجية الناجحة لإيران 'اكسب واكسب'

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

أصبح الحديث عن الجارة ايران متداولا على الساحة المحلية والاقليمية والعالمية في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والعسكرية والنووية والدينية، وهذا يدل على تخطيط بعيد المدى، وأهداف واضحة المعالم لمؤسسة الحكم، فالأمور لا تسير عشوائيا، خصوصا بعد ما استوعبوا الدرس بعد الحرب العراقية الايرانية، وعرفوا حدودهم ومستواهم ومدى تقبل العالم الخارجي لهم، والأدوار المناطة بهم مقابل اسقاط نظام الشاه، وتبادل الأدوار لتغيير خريطة المنطقة، كيف لا والسلطة قد عاشت في كنف الغرب فترة من الزمن، وعادت على الطائر الفرنسي!
النظام الايراني يتعامل بنظام «اكسب واكسب» (WIN WIN)، وهي شبيهة بقاعدة شعبية يتداولها الكويتيون «رب ارزقني وارزق مني»، فطوروا العلاقة مع الروس والأمريكان خارج منظومة الدولة الدينية لرفع الحرج المجتمعي والشرعي والاعلامي، فهي بلا شك دولة مذهبية واضحة المقاصد، تفوقت في ذلك على جميع الدول الاسلامية، على الرغم من أنها دولة واحدة، وانتشر فكرها في أقصاع الأرض وأدغال أفريقيا، مستفيدين من النتائج التي حققها عبدالرحمن السميط بأسلمة أكثر من 11 مليون شخص خلال 30 عاما، ليحولوهم ببساطة وبالمال الى فكرهم، بعكس بعض الدول الاسلامية المحاربة للدين باسم محاربة الارهاب!!
ولم تسقط العلاقة مع اسرائيل بعد سقوط الشاه، للوجود اليهودي القيادي في ايران، والتزاما باشتراطات «اكسب واكسب» مقابل السيطرة على العراق وسورية ولبنان، والباقي على الجرار، وهذه سياسة ذكية حققت مصالحهم، دون المساس بفكرهم أو عقيدتهم.
ومما تداولته بعض المواقع الالكترونية أخيرا من معلومات حساسة تحتاج الى تأكيد أو نفي:
< أكثر من 30 مليار دولار حجم الاستثمارات الاسرائيلية في ايران، و200 شركة اسرائيلية على الأقل تقيم علاقات تجارية مع ايران، ومعظمها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة.
< نحو 200 ألف يهودي ايراني في اسرائيل يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في اسرائيل الحاخام الأعظم يديديا شوفط.
< تجاوز عدد كنائس اليهود في طهران وحدها 200 معبد.
< من بين يهود كندا وبريطانيا وفرنسا يوجد 17 ألف يهودي ايراني يملكون شركات نفطية كبرى وشركات أسهم، ومنهم أعضاء في مجلس العموم «اللوردات».
< تستفيد ايران من يهودها في أمريكا بالضغط على الادارة الأمريكية عبر اللوبي اليهودي لمنع ضرب ايران، مقابل تعاون مشترك تقدمه ايران لشركات يهودية.
< 12ألف يهودي أمريكي من أصول ايرانية يشاركون في اللوبي اليهودي، ومنهم أعضاء في الكونجرس ومجلس الشيوخ.
< توجد ليهود ايران اذاعات تبث من داخل اسرائيل، ومنها اذاعة راديس التي تعتبر اذاعة ايرانية.
< استطاعت اسرائيل اغتيال الزعماء أحمد ياسين والرنتيسي من الجو، ولم تستطع اغتيال السيد حسن نصرالله وطائراتها تحوم فوق بيته!
< يوجد لدى ايران مئات الشبكات التجسسية، حالها كحال الدول الكبرى.
اذا.. ايران تسير وفق خطة ممنهجة، وعلاقات دولية رسمية وخفية مع جميع الدول الكبرى، ونحن ما زلنا نتمزق داخليا، ويخون بعضنا بعضا، مقابل تأخير التنمية في البلاد، ولو وظفت هذه الطاقات الاعلامية والمالية والسياسية والفكرية لمصلحة البلد، لكان حالنا في العلالي، ولكن الغرور والأنانية، والتعامل بطريقة «اخسر واخسر» كما في الداو، أدى الى ما نحن عليه من تراجع غير مسبوق، فهل من معتبر؟!
٭٭٭
حكمة: «لا يمكنك تغيير الريح، ولكن يمكنك تعديل الشراع».

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك