'براغماتي نفعي'.. فوزية أبل واصفة علي الراشد
زاوية الكتابكتب مايو 16, 2013, 12:38 ص 1746 مشاهدات 0
القبس
مطرقة.. أم حقبة تنتهي؟!
فوزية أبل
علي الراشد انتقل من سلك القضاء إلى المعترك السياسي في مغامرة لا يخوضها إلا القليل جداً من السياسيين. والمتابع لمسيرته يتضح له النهج البراغماتي النفعي في التعاطي مع المواقف والأحداث السياسية، وإن كان البعض يؤكد أنه يحتفظ بخطوطه الثابتة.
بعد انضمامه إلى كتلة العمل الوطني في 2006، وتمثيله للكتلة في عدة قضايا، واجتماعات، شهد مجلس 2009، الذي جاء عقب ستة أشهر من حل مجلس 2008، تغييرات جذرية في حياة الراشد. فقد اتخذ الخط الموالي للحكومة كنهج سياسي له، قبيل ظهور قضية الايداعات، عقب استقالة الوزير المنتخب روضان الروضان، وقبل حينها بمنصب وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء، ويصبح المتحدث الرسمي باسم الحكومة بدلاً من الوزير السابق محمد البصيري.
وكان لقبوله بمنصب الوزير تأثير في رصيده السياسي، حتى صرّح في إحدى مقابلاته بأن قبوله المنصب يرجع إلى رغبة من قبل القيادة السياسية. وشهدت فترة توليه تظاهرات في ساحة الإرادة، شنّ خلالها بعض النواب السابقين المحسوبين على كتلة الأغلبية الحالية هجوماً شديداً عليه، وتصريحه بأن الجيش والشرطة والحرس الوطني ستنزل إلى الجهات الحكومية في حالة الإضراب عن العمل، إبان أزمة الإضرابات في 2011.
وتجدر الإشارة إلى أنه تقدم في 2010 بحزمة تعديلات دستورية فسّرها وقتها بمحاولته ترشيد الأداة الرقابية وعدم التعسف في استخدامها، وقوبلت بمعارضة شديدة.
وبعد نجاحه في انتخابات ديسمبر 2012 وفق آلية التصويت بمرسوم الصوت الواحد، نجح الراشد في الفوز بمنصب رئيس مجلس الأمة، فبعض النواب الحاليين وصفه أنه من أفضل رؤساء المجالس، ونجح في أن يجمع أغلبية نيابية في كتلة واحدة.
وينظر البعض إلى أنه يحاول أن يضع لمسته الخاصة، واضفاء نوع من التغيير النوعي والكيفي في أداء رؤساء المجالس، حيث الاجتماعات التشاورية الدورية بين النواب، والسفرات المتعددة لرئيس المجلس، ومحاولته التسويق الإعلامي المتواصل للمجلس الحالي. وإصداره بعض القرارات بإنهاء بعض المشاكل العالقة بموظفي الأمانة العامة تتعلق بالترقيات والرسوب الوظيفي، ومنح عمال المجلس مكافأة نهاية الخدمة.
ولكن، يرى البعض أن عودته إلى المجلس مرة أخرى في حالة تحصين الصوت الواحد أو عدم تحصينه ليست سهلة، وفق الحسبة الانتخابية، وفي حالة وصوله، فمن الصعب نيله الرئاسة إذا عاد المقاطعون للترشح مرة أخرى.
ويفند معارضو الراشد معارضتهم بأنه انتقل من خط سياسي إلى نهج وعباءة سياسيين مختلفين، واستخدم كل إمكاناته وأدواته في الدفاع عن الحكومة في كل مواقفها، والتصدي لخصومها على طول الخط مما اعتبره البعض سقطة سياسية.
بينما يرى مؤيدوه أنه نجح في وجهته السياسية، وطريقه الذي اختاره لنفسه، وجرأته، وكونه لم يكن ضمن من ثارت حولهم الشبهات والايداعات. فالراشد على قدر محبيه، فهو يمتلك خصوماً سياسيين وشخصانيين له ولخطه السياسي.
ومع ترقب الرأي العام لحكم المحكمة الدستورية المنتظر، يرى الراشد نفسه رئيساً لمجلس الأمة سيكمل مدته الدستورية، في حين يراه البعض رئيساً مؤقتاً، وحقبة ستنتهي، عقب حل المجلس الحالي أو حتى انتهاء مدته على أقصى تقدير. وما بين وجهتي النظر، حالة من الترقب في المشهد السياسي لما ستسفر عنه الأحداث والسيناريوهات المقبلة، لا سيما مع موجة الاستجوابات الأخيرة التي اجتاحت مجلس الأمة.
تعليقات