«بلومبيرج» تسارع لاحتواء أزمة بيانات المستخدمين بقلم أندرو إيدجكليف
الاقتصاد الآنمايو 16, 2013, 1:17 ص 834 مشاهدات 0
في مذكرات مايكل بلومبيرج، التي كتبها قبل أن يصبح عمدة لنيويورك، يذكر مؤسس وكالة بلومبيرج كيف أنه طرح على مات وِنكلر، الرجل الذي انتهى به المطاف إلى إدارة ''بلومبيرج نيوز''، فكرة إضافة الأخبار إلى شاشات البيانات المالية. رد وِنكلر بأن سأل: ماذا سيكون رد فعل بلومبيرج لو أن الوكالة الإخبارية وجدت أن رئيس مجلس إدارة أكبر شركة عميلة لدى الوكالة هرب إلى ريو دي جانيرو وسرق خمسة ملايين دولار من أموال الشركة، واتصلت الشركة تطلب من الوكالة عدم نشر الخبر؟ كتب بلومبيرج: ''بالتأكيد لم أفكر في الألغاز الأخلاقية التي يمكن أن تأتي في طريقنا. لكن أول محادثة لنا ركزت تركيزاً شبه تام على هذا الموضوع''. ووقعت ''بلومبيرج نيوز'' في أزمة أخلاقية حين تبين أن مراسليها استخدموا بيانات من شاشاتها الطرفية لمعرفة معلومات حول حركات واهتمامات المستخدمين. ولأن الوكالة تتعرض الآن للمساءلة من عملاء أقوياء، مثل جولدمان ساكس وجيه بي مورجان، ومن الاحتياطي الفيدرالي ووزارة المالية الأمريكية، ولأن التقارير أشارت إلى أن الموظفين دخلوا على معلومات تتعلق بمسؤولين مثل بن برنانكي وتيم جايتنر، تجد ''بلومبيرج'' نفسها الآن في وضع غير مألوف يحملها على المسارعة لطمأنة الزبائن. إن مبدأ الانفتاح كامن في مكاتب ''بلومبيرج'' الأنيقة في عواصم العالم المالية، حيث يجلس الموظفون في مكاتب مكشوفة تشبه مناطق وادي السيليكون أكثر من شبهها بغرف الأخبار. وكما كتب بلومبيرج في مذكراته عام 1997: ''معظم شركات الأخبار لا تربط أبداً بين المراسلين والتجارة، لكن في ''بلومبيرج'' هذان الطرفان يتسمان بالسلاسة والتكامل إلى أقصى درجة ممكنة. أنا فخور بالتوازن الذي نحافظ عليه بين علامة الدولار والكلمة المكتوبة''. ويتساءل العملاء الآن عما إذا كانت أعظم إمكانات ''بلومبيرج نيوز'' الإيجابية – وهي قدرتها على توليد مواضيع إخبارية في شاشاتها الطرفية الموجودة تقريباً في جميع مكاتب التداول وصناديق التحوط والبنوك المركزية – قد تحولت إلى عبء سلبي. وبالنسبة لوول ستريت، الذي يأوي صناعة مهووسة بإبقاء الأسماء غُفْلاً غير مكشوفة، كانت الأنباء التي أفادت بأن الصحافيين استخدموا بيانات خاصة من الشاشات، مثيرة للقلق. وقال أحد كبار المتداولين في أحد البنوك الأمريكية الكبيرة: ''هذا الخبر أفزعني تماماً. يحاول الجميع الآن أن يفهموا ما يستطيع الصحافيون الاطلاع عليه وما لا يستطيعون''. وتؤكد ''بلومبيرج'' أن المراسلين لم يكونوا قادرين على رؤية أكثر البيانات حساسية، مثل تعاملات التداولات، أو نوع الأسهم التي يبحث فيها أحد صناديق التحوط. لكن شكوى جولدمان الرسمية ركزت على قدرة المراسلين على معرفة آخر وقت دخل فيه المستخدمون إلى الشاشات، إلى جانب معرفة البيانات التي حاولوا الاطلاع عليها – ما يعتبر دليلاً محتملاً يشير إلى أن أحد التنفيذيين غادر الشركة، أو أن هناك تغييرات في التركيز في أعمال الشركة. وقال جيه بي مورجان إنه أعرب في السنة الماضية عن مخاوفه بصورة غير رسمية من أن مراسلي ''بلومبيرج'' استخدموا معلومات تسجيل الدخول لرصد حركات المتداولين، في الوقت الذي برزت فيه إلى الأضواء خسائر التداولات التي تسبب فيها ''حوت لندن'' (إشارة إلى برونو إكسيل موظف التداولات في بنك مورجان في لندن، الذي تسبب في خسارة للبنك مقدارها 6.2 مليار دولار). ويقول صحافيون سابقون من ''بلومبيرج'' إن استخدام مثل هذه الوظائف كانت جزءاً متكاملاً من عملهم اليومي وكان يتم تشجيعهم لاستخلاص البيانات الغنية من الشاشات من أجل الحصول على مواضيع إخبارية. وكان بإمكان المراسلين استخدام وظيفة تدعى UUID لمعرفة آخر مرة سجَّل فيه مستخدم معين للدخول إلى الموقع ومعرفة البيانات التي أراد الاطلاع عليها. وهذه الوظيفة أوقفت فقط بعد شكوى جولدمان، رغم أن بلومبيرج كانت تعلم أنها يمكن أن تسبب المشاكل بعد أن ذكرها أحد المراسلين على تلفزيون ''بلومبيرج'' في 2011. ومقدار الضرر الذي تسببت فيه هذه القضية يتوقف على ما إذا برزت إلى حيز الضوء مخالفات أخرى، وما إذا شعر العملاء بالقلق واليأس إلى حد يجعلهم يعيدون الشاشات الطرفية للوكالة أو يطالبون بإدخال تغييرات على عقودهم. وقال دوجلاس تايلور، من بيرتون تايلور إنترناشونال، وهي شركة لاستشارات البيانات المالية، إن ''بلومبيرج'' تجاوزت خيطاً رفيعاً لكن ربما لا يكون هذا الخبر سوى مطب يدفعها لتخفيف السرعة''. وأضاف: ''من خلال رؤية الناس لما تقوم به الوكالة، على الأرجح أنهم أسعدوا عدداً من العملاء يفوق كثيراً عدد العملاء الذين شعروا بالاستياء الشديد''. وقال إن ما يؤكد ذلك هو قدرة فرق المبيعات في بلومبيرج، وهي من أقوى الفرق في الصناعة، على التنبؤ باحتياجات العملاء من خلال دراسة استخدام البيانات. وأعرب محلل آخر، فضل عدم ذكر اسمه، عن تشككه في أن يؤدي هذا إلى هجرة جماعية، لأن ''من الممكن أن نَصِف كثيراً من المستخدمين بأنهم مدمنين على شاشات ''بلومبيرج'' في مكاتبهم''. ووفقاً لشخصين مطلعين على شكوى جولدمان، اعتذر وِنكلر، رئيس التحرير المتشدد في ''بلومبيرج نيوز''، إلى البنك. وفي يوم الجمعة، في الوقت الذي غيرت فيه ''بلومبيرج'' القواعد بخصوص ما يستطيع المراسلون الاطلاع عليه، كرر سياسات الوكالة في لقاء عالمي للمحررين وطلب من المراسلين عدم التحدث إلى وسائل الإعلام الخارجية. لكن سياسة ''بلومبيرج''، التي تقضي بعدم السماح للموظفين المستقيلين بالعودة إلى الوكالة، تعني أن غرف الأخبار المنافسة مليئة بمراسلي ''بلومبيرج'' السابقين المطلعين على كيفية عمل الوكالة وليس لديهم ما يخشونه من الحديث عنها.
تعليقات