الفساد أصبح مجالاً محرماً.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 835 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  الارتقاء باهتمامات البسطاء

د. تركي العازمي

 

ولي أمر يأخذ ابنه المريض كي يقدم الامتحان ويخرج مع والده ويقابل بقلة أدب من «أبو عوض» المدير المساعد في إحدى المدارس، ولم يتبق سوى مد يده على ولي الأمر... وولي الأمر على درجة من العلم والثقافة أخذ ابنه وعاد وحاول أن يشتكي وقيل له إن «أبو عوض» معروف عنه الشدة وضعف مستوى الاحترام والأدب وكثير من أولياء الأمور قد تعرضوا لمثل ما تعرضت له لكنه «مسنود» ولو اشتكيت «راح يطمطمون الشكوى»....!
وولي أمر يأخذ ابنه من طبيب إلى طبيب ولا يجد العلاج والعلاج بالخارج «ممنوع»!
وموظفون كثر تتم إقالتهم من شركات القطاع الخاص ولا ناصر لهم!
ومواطن تتعرض مركبته للأعطال الناجمة من «حفريات» أشغال وزارة الأشغال التي تحتاج إلى «شغل» ولا يجد من يستمع له!
و... و... هذه نبذة من اهتمامات البسطاء فلا استجواب صريح ولا استجواب بالوكالة أو شخصاني قد يظن البعض أنه سيحل الأزمة!
لذلك فإن الارتقاء باهتمامات البسطاء هو المطلوب لأن اللعب على عامل الزمن والتجاذبات السياسية بين أقطاب لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة لن يسقي البسطاء ماء ولن يزودهم بكهرباء ولن يحميهم من مسؤولين أمثال «أبو عوض»!
لماذا يبقى الحال على ما هي عليه منذ عقود عدة؟
الجواب سهل... سهل ممتنع فيه من الكلام المباح وفيه من العبارات المحرمة!
ونحن قياديا لا نفهم وسياسيا تركنا المجال أمام مجاميع من أحبتنا لــ «يلعبوا في حسبتنا» والطبقة «الرزينة» استراحة وليتها كانت استراحة محارب!
نقول لهم خطأ... ويرتكبوه!
نقول لهم لا تعاندوا... ويزيد عنادهم!
نقول لهم إن القياديين من أصحابكم هم سبب المصائب... ويقولون «لا غلطان يتراوالك»!
نقول لهم «إن الفلوس تعمي النفوس» ويقولون ما بال حفنة من الناس همها جمع الفلوس وهم يقتلون النفوس! 
مشاكلنا هي كما كانت البارحة ونراها اليوم وسنراها غدا والسبب يعود لمجموعة بسيطة من أصحاب القرار (المعششين) ومجاميعهم فلا قانون خدمة 30 عاما أو ما شابه ينفع لإزاحتهم وزد على ذلك «الذمة الواسعة»!
وحتى وقت قريب كنت أظن الفساد فقط في القطاع الحكومي لكن بعد مصائب القطاع الخاص وصلت إلى قناعة بأنني أمام مجال «محرم» لا استطيع التحدث عنه.. وإن تحدثت فلن أجد إذنا صاغية وأنا أحد البسطاء!
زبدة الكلام : نريد الارتقاء باهتمامات البسطاء... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك