الجاسوسية الإيرانية نموذج مكرر للنموذج العراقي.. برأي مساعد الظفيري

زاوية الكتاب

كتب 1549 مشاهدات 0


الكويتية

الجاسوسية نموذج يتكرر!!

مساعد الظفيري

 

لا يمكن أن يغيب عن ذاكرة الأجيال التي عاصرت مرحلة ما قبل الغزو العراقي للكويت كيف سُبق هذا الغزو بتغلغل عراقي منظم من قبل السفارة العراقية في معظم أجهزة الدولة، في نموذج للجاسوسية الدبلوماسية الناعمة للسيطرة على المراكز الحيوية، والأماكن الحساسة في الدولة، في الوقت الذي كانت الحكومة تغط في نوم عميق!!
ومن يطالع ما ورد في تقرير لجنة تقصي الحقائق عن أسباب الغزو العراقي، الذي قام به مجلس الأمة الكويتي، الذي تناول الوضع الكويتي الداخلي قبيل الغزو، يجد ما يلي:

أ- الاختراق الإعلامي:
أفاد يوسف السميط مدير عام وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بأنه: «وللأسف كان هناك اختراق لكثير من المؤسسات الإعلامية ومكاتب الوكالة من قبل تنظيمات عراقية وأردنية، والأحكام الجنائية التي صدرت بحق مراسلينا في بعض المكاتب توضح ذلك».
وهل تختلف هذه الإفادة عما حدث ويحدث من سيطرة إعلامية عبر بعض الصحف والفضائيات التي يملكها كوهين، أو التي له بها نفوذ؟ وهل يختلف الوضع كذلك عن تغلغل السياسة الإيرانية في بعض المؤسسات الإعلامية والصحافية؟!

ب- الاختراق الأمني:
وعندما نطالع تقرير لجنة تقصي الحقائق عن الاختراق الأمني نطالع الإفادة التالية: «كان العراق يعرف كل شيء عن الكويت وعن تحركاتها وتصرفاتها، وذلك عن طريق عناصر تعمل داخل الكويت تحت علم السفارة العراقية وبصفتها الدبلوماسية، وساعد في ذلك أنه في فترة الحرب العراقية ـ الإيرانية أعطت الكويت العراق تسهيلات أرضية (في الشعيبة والأحمدي) لاستقبال السلاح لدعم الجبهة العراقية. واستمرت هذه التسهيلات بعد توقف الحرب. فاستغل العراق هذه التسهيلات لإدخال عناصر إلى الكويت دون المرور بسفارة أو قنصلية الكويت لدى العراق، وهذه العناصر كانت استخباراتية وليست عسكرية، وكانت في صورة مجموعات تتغير على فترات لتحل مجموعة جديدة محل المجموعة السابقة، وسكتت الكويت على ذلك ولم تعترض».
وها هو التاريخ يعيد نفسه.. وإنما بشكل أوضح، فالشبكة الاستخبارية الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي ألقي القبض عليها في الكويت وصدر بحقها الحكم النهائي لمحكمة التمييز، والتي أكدت  تورط السفارة الإيرانية، لتثبت أن الخطر في هذه المرحلة يكمن في إيران وأذنابها!!
وانطلاقاً مما سبق فإن مجريات الأحداث ووقائعها وشواهدها على الأرض تؤكد أن الجاسوسية الإيرانية نموذج مكرر للنموذج العراقي، وردود الفعل الحكومية لا تقل سوءاً عما كانت عليه!!
ولعل أسئلة النائب ناصر المري الأخيرة لوزير الخارجية عن إجراءات الحكومة للتعامل مع نتائج الحكم الذي أدان الشبكة التجسسية الإيرانية تقرع أجراس الخطر على آذان الحكومة في هذا الملف الخطير، والذي يجب أن ينال أولوية الحكومة والمجتمع في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وفي ظل تصاعد وتيرة زحف المشروع الإيراني، الذي تتجلى وقائعه الآن في العراق. لا ينبغي أن نظل نراوح مكاننا والخطر الإيراني يتمدد كل يوم، وأذرعه الإعلامية والسياسية تعبث بأمننا الداخلي، بينما تعيش الحكومة حالة من الارتباك في التعامل مع الكثير من القضايا الحساسة، علاوة على الاحتقان السياسي الذي تشهده الدولة، والذي يستوجب منها أن تحتمي بظهيرها القوي وحصنها الحصين من أبناء شعبها، ليقوى ويشد من أزرها في مواجهة ما يتهددها من أخطار، بدلاً من أن يصنع المرتزقة خصومة مفتعلة مع شعبها فتقع فريسة العزلة الداخلية والتآمر الخارجي، والله الهادي إلى سواء السبيل.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك