إلى متى سيظل مجلس 'الصوت الواحد' بليداً؟!.. مساعد الظفيري متسائلاً
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2013, 11:56 م 601 مشاهدات 0
الكويتية
بلادة نيابية
مساعد الظفيري
إفشاء أسرار عسكرية، رصد ومتابعة مواقع حساسة، ورسم مخططات وخرائط لمسارات خطوط النفط وآباره، جمع معلومات أمنية عن المنشآت الحيوية في البلاد، حيازة قنابل وتدريب خارجي على أعمال التفجير والإرهاب.. هذا بعض ما قامت شبكة التجسس الإيرانية التي حكم أخيرا عليها بالإدانة، وتم تخفيف حكم الإعدام إلى المؤبد على ثلاثة منهم، وما خفي من شأن الخلايا التي لم تُكتشف بعد كان أعظم!
قضية شبكات التجسس الإيرانية أخذت حيزا كبيرا من اهتمام دول مجلس التعاون قاطبة، وأعلنت عنها الجهات الرسمية، وتحرك هناك المسؤولون بكل جد واقتدار، وشغلت القضية أهل الكويت، كبيرهم وصغيرهم، المثقف منهم ورجل الشارع العادي، وكان تناقل أخبارها مسيطرا على دواوين أهل الكويت لمدة ثلاث سنوات، لكنها- في ما يبدو- لم تمر على سمع ولا خاطر نواب مجلس «الصوت الواحد»، اللهم إلا الأسئلة القوية التي طرحها النائب ناصر المري أخيرا على وزير الخارجية بشأن الخلية التجسسية الإيرانية، وكأن شيئا لم يكن. فبما نفسر هذا الموقف وهذه البلادة المتناهية؟!
بينما نسمع بين الحين والآخر صراخا هنا وضجة هناك وطلبات بعقد جلسات خاصة وعاجلة لأمور وموضوعات تأتي في نهاية سلم الأولويات، إذا ما قورنت بملف التجسس الذي يهدد أمن الكويت وحاضرها ومستقبلها، ولاسيما أن الغزو العراقي الغاشم دخل من هذا الباب، وليس غيره.
بكل تأكيد، لن يفيق هذا المجلس النائم من سباته العميق، ولن يخلع نوابه الأشاوس قيود الخوف والوهن، ليفتحوا ويناقشوا هذا الملف الخطير! ألا يستحق هذا الملف الشائك أن تعقد له جلسة خاصة؟ وهل هناك ما هو أخطر من أن تتحرك خلايا التجسس الإيرانية بكل حرية، إلا إذا كان هناك ظهير يدعمها ويغطي على مسارات عملها، وظهير آخر متغافل عن رصدها، وطرف ثالث لا يجرؤ عن الحديث عنها تحت قبة عبدالله السالم؟!
ألم يصل إلى مسامع نواب مجلس «الصوت الواحد» بيان مجلس التعاون الخليجي الأخير، بشأن تصريحات مسؤول إيراني عن مملكة البحرين، وذلك بعد يوم من تحذير مساعد وزير الخارجية الإيراني من «تداعيات» مداهمة الأمن البحريني لمراجع دينية بالبلاد، حيث صرح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، بأن تصريحات حسين أمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية بشأن البحرين هي «تدخل مرفوض ومشين وغير مقبول في الشأن الداخلي لمملكة البحرين وشؤون مواطنيها»، معتبرا أنها تحتوي على «تهديدات سافرة وخطيرة» وسلوك غير معهود في العلاقات الدولية.
وأضاف الزياني عن أسفه لاستمرار المسؤولين الإيرانيين في «التدخل الممنهج» بشؤون البحرين والدول العربية، ودعاهم إلى الكف عن سياسة التحريض السياسي والديني والإعلامي وزعزعة استقرار المنطقة، مؤكدا أنه نهج لا يخدم علاقات إيران مع دول مجلس التعاون. ومع ذلك، لم نسمع لنوابنا بشأن قضية التجسس الإيرانية في الكويت حسا ولا همسا.
البلادة آفة، إذا ما استحكمت بأصحابها، جعلت وجودهم والعدم سواء، فلا يُرجى منهم فائدة، ولا تعقد عليهم آمال، فهم لا يستشعرون خطرا، ولا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا.
فإلى متى سيظل هذا المجلس بليدا؟! وإلى متى يغرد نوابه خارج السرب، فيما يجد الآخرون في مخططاتهم المخربة والمتربصة بأمن البلاد؟!
أفيقوا يرحمكم الله.
تعليقات