عواطف العلوي لوزارة التخطيط: ما هي وظيفتك بالضبط؟
زاوية الكتابكتب يونيو 5, 2013, 12:07 ص 1709 مشاهدات 0
الكويتية
مندهشة / في غيابك.. انكسف وجه المدينة!
عواطف العلوي
«وصارت الدنيا تعاني..» كلمات جميلة من أغنية لنوال الكويتية.. إي والله يا نوال، الدنيا تعاني في غيابه.. ووجه مدينتنا مكسوف جدا، ولم تعد له ملامح واضحة مع عمليات الترقيع البائسة والعلاجات الفاشلة والمسكنات المؤقتة!
كلكم توافقونني أنه لا يمر أسبوع إلا ونقرأ أو نسمع مثل هذه العبارة «غياب التنسيق بين أجهزة الحكومة وإداراتها ومؤسساتها»، ربما شببنا وشبنا عليها، حتى صارت جزءا من عاداتنا وتقاليدنا الكويتية الراسخة، وبصمة تميز هويتنا ولا فخر، بل أجدني واثقة كل الثقة أنكم لم تعودوا تهتمون لتلك الأخبار التي تنشر بين الفينة والفينة عن مشاريع تنموية تعثرت، وخدمات للمواطنين تعطلت، ومشاكل فنية تفاقمت، وأموال عامة أهُدِرت بسبب التخبط وقصور التخطيط وغياب التنسيق، وربما لم يعد يهم الكثير منكم الربط بينها وبين تردي اقتصادنا الوطني ومستوى الخدمات التي تقدم للمواطنين والمقيمين، والحمد لله الديرة ماشية على البركة، «والله لا يغير علينا»، والله يعز حكومتنا!
خبر نُشر قبل أيام معدودة في «الكويتية» لم يبال به أحد عن مشروع لتربية الأبقار خَصصت له البلدية 11 مليون متر مربع، وبعد قرار التخصيص تبين أن المساحة جميعها تتعارض مع مسارات شبكة المترو والسكك الحديدية المزمع إنشاؤهما، ما أجّل المشروع إلى أجل غير مسمى! عادي!
أرض مساحتها 11 مليون متر مربع تتمتع بمزايا تجعلها مناسبة جدا لأن تكون منطقة سكنية تستوعب 10 آلاف وحدة سكنية تساهم في التخفيف من حدة المشكلة الإسكانية الشائكة، لكن قصور الرؤية فضَّل أن يخصصها للأبقار بدلا من البشر! عادي!
مسارات لمشروع سكك الحديد الخليجية التي تربط بين دول الخليج العربي، تُرسم وتقرَّر، ثم يتضح أنها تتعارض مع مواقع مزارع الوفرة والصليبية، فينادون ثانية بتغيير المخطط وتعديل المسارات، حيث إن الاستثمارات في مزارع الوفرة وكبد بملايين الدنانير ولا يمكن إخلاؤها بهذه السهولة، وإزالة المزارع ستكبد الدولة خسائر مالية ضخمة إذا صدرت أحكام بتعويض المتضررين! عادي!
وزارة التربية ترسل كتبًا قبل عام إلى وزارة الأشغال العامة بشأن مشروع المترو لإفادتها بإمكانية تعارض خط سيره مع بعض مشاريع التربية، والأشغال لم ترد حتى الآن! عادي!
ملايين الدنانير أُنفقت لبناء أربع مدارس في منطقة الخيران عن طريق المؤسسة العامة للرعاية السكنية، ولم تدخل الخدمة حتى الآن، لأنه وبعد أن تم إنشاؤها اتضح أن منطقة الخيران ليست بحاحة لمدارس جديدة حتى عام 2023، بمعنى أن كفالة بناء هذه المدارس التي تستمر لمدة 3 سنوات ستسقط دون حتى أن يدخل إليها أي طالب أو معلم، وتظل قائمة دون أي استفادة فعلية لها، وفي حال رغبت الوزارة في الاستفادة منها بعد عشر سنوات فهذا يستلزم صيانة جذرية باهظة التكاليف لكل مرافق المدرسة، وهي لم تستخدم أصلاً إلا كسدود للرمال وملجأ للزواحف والحشرات والحيوانات الضالة! عادي!
مدرسة للبنات قيد الإنشاء حاليا في منطقة قرطبة، يتضح أنها بنيت على أرض تقع بين محطتي تحويل كهرباء رئيسيتين، إحداهما متداخلة مع مباني المدرسة ما يعني وجود خطر كبير جدا على صحة الطالبات بسبب الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الكابلات التي تمر من تحت المبنى، ومع ذلك يستمر بنيانها! عادي!
وتظل الفجوات تكبر وتتسع في التنسيق بين الجهات الحكومية، وكل جهة ترمي التهم فيما بينها، وتتملص من المسؤولية بتحميلها للآخرين، والضحية هو الوطن والمواطن والمال العام!
سؤالي إلى وزارة التخطيط المبجلة ووزيرتها صاحبة شعار «نقدر».. ما هي وظيفتك بالضبط؟ دخيل الله خبريني!
تعليقات