لا نحتاج أدباء واقتصاديين ومثقفين لكي نجنسهم: الكاتب يوسف شهاب

زاوية الكتاب

كتب 1648 مشاهدات 0


 واأسفاه.. الجنسية صارت «طرطرة»!

اكتشفت أخيراً.. وخلاص وجدتها مع غيري كثيرون، وقبل ان تسألوا: ما هي؟ اقول لكم: ما غيرها الاعمال الجليلة. هكذا أسموها في مسألة تبرير التجنيس! فقد جاءنا العلم بالخبر بأن هذه الاعمال التي ينال صاحبها الجنسية الكويتية، هي: الثقافة والادب والتجارة والاقتصاد، وبعدها لا املك سوى القول: «واأسفاه على هذه الجنسية»! وما أرخصها في هذا الزمن، بعد ان اصبحت تمنح للكثيرين من الذين لا يستحقونها، وقاتل الله الواسطة! فكم من مصائب وبلاوي جاءتنا منها حتى على حساب هوية الكويت وتركيبة مجتمعها، الذي غرق اليوم في بركات التجنيس، بعد ان طفا الماء على الطحين، وصارت معالجته عسيرة، حتى على الخبراء في ميدان التحاليل الكيميائية والفنية الخاصة بفك الاشتباك بين خيوط الليل الاخيرة وبدايات الفجر، حين يطل علينا بعد ظلام الليل بانقطاع مبرمج للكهرباء!
كيف للثقافة والاقتصاد والتجارة والادب ان تكون اعمالاً جليلة لجنسيتنا، ولدينا - ولله الحمد - نوابع كويتيون في هذه الميادين، وقد استطاعوا ان يأخذوا مكانهم اللائق فيها، ليس في الكويت وحدها، بل حتى في خارجها، من خلال المحافل المختلفة العربية والدولية؟!
هل نحن في حاجة الى رجل مثقف او اقتصادي، وقد شيد رجال الكويت الاوائل بعدهم من ذوي المؤهلات العلمية صروحاً شامخة في الثقافة والاقتصاد والتجارة والادب؟! فما حاجتنا الى تجنيس مثل هذه التخصصات، او اننا لا نملك بنوكاً ومؤسسات استثمارية ومالية شيدها اهل الكويت بخبراتهم ومؤهلاتهم، كما لدينا من الادباء والمثقفين الذين يفوقون من نريد تجنيسهم تحت بند «الجليلة» - ما غيرها - فكم مهزلة تجنيس ارتكبت باسم هذه الاعمال وعلى حساب الكويت ومجتمعها!
في الدول المتطورة الباحثة عن موقع لائق لها بين العالم المتطور تكون الاعمال الجليلة للجنسية: ميادين الطب والهندسة والفيزياء والذرة والرياضيات وغير ذلك من التخصصات النادرة.

نغزة:
بعد أن صارت الجنسية «طرطرة»، كما جاءت شروط الحصول عليها، يحق لأبناء الكويت من نوابغ التجارة والاقتصاد والثقافة والادب بعد اليوم المطالبة بجنسية من نوع «سوبر»، لانهم يملكون اعمالا جليلة فوق ما قدموه.. طال عمرك.

يوسف الشهاب

الآن - القبس

تعليقات

اكتب تعليقك