حزب الله استغفل العرب بشعارات المقاومة
منوعاتالكاتب حازم صاغية في (الشارع العربي) على قناة دبي
يونيو 15, 2013, 9:36 ص 1700 مشاهدات 0
هاجم الكاتب اللبناني، حازم صاغية، في لقاء مع تلفزيون دبي، حزب الله معتبراً أن شعاراته حول المقاومة لم تكن سوى استغفال انطلى على العرب، فيما نوه إلى أن ثورات الربيع العربي، إن كانت قد أفادت في شيء ففي أنها كشفت المجتمعات العربية على حقيقتها و'أزالت الزيف عن حياتنا'، كما اعتبر انفصال اللبنانيين عن بعض خيراً لهم من عيش مشترك على مضض، بينما وصف 'إخوان مصر' بأنهم عقبة في وجه تطور الثورة المصرية.
وحمل حازم صاغية، في حلقة من برنامج الشارع العربي تبث كاملة مساء الأحد (16 يونيو)، على دور حزب الله في الأزمة السورية، كما في الداخل اللبناني، متهماً إياه بالتأسيس لمشروع طائفي.
وقال إن ما كان يحظى به الحزب من تعاطف عربي قد اضمحل اليوم، فيما عاتب العرب على التعاطف معه أساساً، على اعتبار أن الأمر فيما يتعلق بمسألة المقاومة لم يكن، حسبه، سوى فعل استغفال مارسه حزب الله وانطلى على العرب.
ودعا لتأسيس حالة حصانة تحول دون تكرار التجرية مستقبليا، بما لا يجعل في متناول صاحب أي مشروع طائفي أن يخوض في المقاومة ويستجلب تصفيقات ومبايعة الناس.
ثورات الربيع والزيف
ونوه ضيف البرنامج إلى أن ثورات ما يسمى بالربيع العربي إن كانت تنطوي على أهمية، فهي لا تتمثل بالضرورة في تحقيق الخلاص، بقدر كونها تبين المجتمعات على حقيقتها، و'تزيل الزيف عن حياتنا وتقدمها كما هي، بكل عيوبها وتناقضاتها الفعلية، لتضعنا أمام مسؤولية التعامل معها من أجل الانتقال إلى الدولة والمجتمع والسياسة'.
إخوان مصر عقبة
وعن واقع حال مصر ما بعد الثورة، نبه صاغية إلى أن العقبة التي تقف في وجه تطور الثورة المصرية إلى مجتمع ديمقراطي مستقر، تتمثل في 'نظام محمد مرسي والإخوان المسلمين'، فيما أشار إلى أن محاولة حكم مصر بعقلية الإخوان المسلمين لن تكون ذات مآل ناجح، مستدلاً على ذلك باستفحال الاضطرابات على معظم الأصعدة، وفي صدارتها اضطرابات الشارع والقضاء والإعلام.
قومية النظام السوري عار
ولفت صاغية إلى أن الفرق الأساسي بين الثورة السورية وغيرها من الثورات العربية هو أن هذه الأخيرة دارت في نطاق محلي داخل بلدانها، بينما اتسعت دائرة الثورة السورية إلى امتدادات في لبنان والأردن والعراق وتركيا وبين الفلسطينيين، مرجعاً سبب ذلك إلى أن 'حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار جعلوا سوريا بلداً بلا داخل'.
ووصف التجربة القومية لحزب البعث السوري بالعار، على اعتبار أنها، وفق تعبيره، أقرب التجارب القومية العربية إلى الفاشية بمعناها الاوروبي، من حيث 'فكرة الزعيم، والإشارة العسكرية، وضمان ولاء أهل منتسب الحزب للزعيم'.
لبنان... طلاق خير من عيش على مضض
ورأى الكاتب اللبناني أنه قد يكون لا بد من الانفصال بين الكيانات المتنافرة في لبنان في حال غياب أي أفق لإمكانية العيش المشترك، معتبرا أنه: 'لا بد من الفراق' إذا أصرت الكيانات على العيش وحدها مع استحالة جمعها مع بعض للعيش في بلد واحد، فيما ساق الحالة اللبنانية مثالاً على أفضلية الانفصال عن العيش المشترك القسري.
واعتبر أنه 'خير للبنانيين' في حال قرروا أن ينفصلوا عن بعض سلمياً من أن يعيشوا معا على مضض، مشبها الوضع اللبناني بحالة زواج نكدي مع طلاق ممنوع، وتابع: 'هذه الصيغة غير قابلة للحياة وضد التطور'.
وقال إنه خائف من اللبنانيين على لبنان، وتحدث عن خطر قادم إليه مصدره وعي طائفي لديهم يعلو على أي وعي سواه، منوها إلى وجود أناس كثر غير طائفيين 'يفقدون أدوارهم ومواقعهم كلما تدهور الوضع ويجدون أنفسهم هامشيين.
الأنظمة العربية
وأكد صاغية على أن اتجاه أنظمة البلدان العربية في مرحلة ما بعد الاستقلالات، متسترة بشعارات القومية والوطن والأمة، إلى كبت المجتمع وهيئاته المدنية بأشكال اتخذت صوراً شتى، كتأميم الصحافة، ومنع الأحزاب، وتدجين النقابات، وعدم إتاحة الفرصة لعلاقاته الأهلية كي تعبر عن نفسها، أفضى إلى إنتاج مجتمع مشوه وغير معروف.
وأشار إلى أن ما ميز العقود الماضية، لاسيما منذ مرحلة موجات الاستقلال الأولى، هو لجوء الأنظمة إلى تعميم واقع إيديولوجي زائف، لم تكن له علاقة بالواقع الفعلي، وكانت عناوينه العامة اجماعات مفروضة على الناس.
وخلص إلى أن ملامح التجارب السياسية في المنطقة مازالت في مرحلة 'ما قبل التشكل' دون أن تأخذ شكلاً واضحاً بعد، مشدداً بالمقابل على عدم إمكانية 'مرور تجارب' لا تنطوي على الإقرار بتعددية المجتمعات وعلى أن هذه الأخيرة لا يمكن حكمها بسلطة مركزية 'منزلة على المجتمع من فوق '.
تعليقات