اتجاهات يحتفي بالذكرى السنوية لأسوار الكويت:
منوعاتتجربة أصيلة بالعرق والدموع لرجال سطروا ملحمة وطنية
يونيو 15, 2013, 3:41 م 1391 مشاهدات 0
• تم بناء السور الثالث خلال شهرين بطول 7 أميال ويمتد حول الكويت بارتفاع قدره 4 أمتار
• تم تشييد ثلاثة أسوار للأغراض الدفاعية والحماية من الأخطار الخارجية
أصدر مركز اتجاهات للدراسات والبحوث تقريراً عن أسوار الكويت وأهميتها تاريخياً بمناسبة مرور الذكرى السنوية لبناء السور الثالث، وقال اتجاهات إن 'الأسوار' أو ما يطلق عليه في اللهجة الكويتية 'البدن' تعد واحدة من أبرز الرموز الخالدة للدولة، على مدى تاريخها، التي بنيت على فترات متباعدة ولظروف محددة، فقد تم تشييد ثلاثة أسوار رئيسية، للأغراض الدفاعية والحماية من الأخطار الخارجية بعد خوض البلاد عددا من النزاعات الإقليمية والحروب، وهو ما تطلب ضرورة التهيؤ للعيش في منطقة جغرافية غير مستقرة، بل تم تخطيط مدينة الكويت على شكل 'النظام الدائري' وفقا لأبنية من الطين، تتمخض عن أسوار.
وأضاف تقرير اتجاهات أن السور الأول بني في عهد الشيخ عبد الله بن صباح الصباح عام 1760، وشيد السور الثاني عام 1814، وظلت تراود أهل الكويت وحكامها فكرة إنشاء سور ثالث يحيط بمدينتهم ويحميها من الغزوات الخارجية، منذ أن تجاوز العمران السورين الأول والثاني، وحال دون تنفيذ فكرة الاستقرار السياسي الذي نعمت به الكويت في أواخر القرن التاسع عشر، ثم وجود شخصية قوية مثل الشيخ مبارك الصباح، الذي حينما سأله ستانلي ماليري طبيب الإرسالية الأمريكية عام 1911 عن السبب في كونه لم يبن سورا حول عاصمته، فكان جوابه 'أنا السور'.
وحول السور الثالث قال التقرير إنه بني في 14 يونيو من عام 1920، وأقام هذا السور جميع الرجال القادرين على العمل في المدينة على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، ولم يستثنِ أحد من العمل، مما يشير إلى أن الجهود التطوعية التي صاحبت بناء هذا السور من أهم سمات المجتمع الكويتي، وكانت صورة رائعة من التعاون والتآزر بين أبناء الوطن، واشترك سكان كل حي ببناء القسم المقابل لمنطقتهم من السور، يعملون على ضوء المصابيح الزيتية، ويتناوبون العمل فيما بينهم، وتم البناء على درجة عالية من التنظيم، حيث عين شخص مسؤول عن الحفر، وأخر عن الصلصال، وثالث عن المواصلات، ورابع مسئول عن إطعام آلاف العمال، وخامس عن حل مشكلة توفير مياه الشرب للعاملين.
وانتهى بناء هذا السور خلال شهرين، وبلغ طول السور 7 آميال ويمتد حول مدينة الكويت بارتفاع قدره 4 أمتار وقاعدته 3 أمتار، ويتكون من أربع بوابات أساسية من الشرق إلى الغرب، وهي بوابة دسمان والشعب والشامية (نايف) والجهراء ثم أضيف إليها بوابة خامسة وهي بوابة المقصب، وامتد السور من الشاطئ الشرقي لمدينة الكويت وحتى شاطئها الغربي وعلى شكل قوس هلالي.
وأوضح اتجاهات أن مهمة حراسة البوابات كانت تناط إلى الحراس، وكان الحراس يقومون بفتح الأبواب بعد صلاة الفجر كل يوم وتبقى الأبواب مفتوحة حتى بعد صلاة المغرب، وللحراس غرفة نوم وغرفة للسلاح، وفي أوائل عقد الخمسينات من القرن العشرين قام الشيخ عبدالله المبارك الصباح باستبدال الحراس الموجودين بحراس مدربين من الجيش، وللسور 26 'غولة' وهي الغرفة المستديرة التي تحتوي على فتحات لإخراج مقدمة البنادق ويختبئ فيها الحراس أو المحاربون حتى لا يراهم المهاجم، وكان يتم توزيع حارس على كل بوابة وفي الليل تغلق ثلاث منها وتبقى واحدة للخارجين والداخلين من وإلى المدينة، بحيث كانت البوابات أشبه بالقلعة أو الحصون المنيعة، وهناك اتجاه يرى أن فكرة إنشاء هذا السور جاءت بعد معركة حمض، بعد أن برزت قوة الإخوان التي قامت بعدة غارات على أراضي الكويت، ولم يمض يومان على نشوبها حتى بوشر العمل في بناء السور، غير أن هناك اتجاه أخر يرى أن المشروع كان جاهزا من قبل حدوث معركة حمض، فليس من المعقول لعمل كبير مثل سور الكويت، أن يكون ردة فعل سريعة للمعركة المذكورة، إذ يتطلب ذلك تحديد مسار السور ومواقع البوابات وأبراج المراقبة وطبيعة التحصينات وفتحات إطلاق النيران المرتبطة بالسور، وغير ذلك من التنظيمات الخاصة بتجنيد الناس وتوزيع المهام المختلفة التي يتطلبها العمل (الطين، الصخور، الماء، الأخشاب)، بالإضافة إلى توفير المال اللازم لهذا المشروع.
وختم اتجاهات أن هذا السور ظل قائما لمدة سبعة وثلاثين عاماً، وفي عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح صدر قرار من المجلس الأعلى للدوائر الحكومية بإزالة سور الكويت في 4 فبراير 1957 والإبقاء على بواباته الخمس، بعدما دعت الحاجة إلى تخطيط مدينة الكويت وبنائها بعد توسعها، وتم استبداله بما يعرف الآن بحدائق السور، التي مازالت شاهدا عليه وعلى تاريخه العريق حتى اليوم، بحيث أطلق أسم 'شارع السور' على الشارع الذي يمتد بمحازاة السور من الشرق إلى الغرب.
وأنهى اتجاهات تقريره بالقول: إن تجربة بناء السور الثالث في الكويت تمثل تجربة أصيلة بالعرق والدموع لرجال سطروا ملحمة وطنية.
تعليقات