هل هناك فرصة للشراكات الإستراتيجية في الكويت؟

الاقتصاد الآن

'ايمال' و 'دوبال' أول شراكة أستراتيجية خليجية حكومية عملاقة

2054 مشاهدات 0

ارشيفية

هي أول شراكة أستراتيجية خليجية حكومية لمجلس التعاون الخليجي العربي بين إمارة أبوظبي وإمارة دبي إي بين شركتي الإمارات للألمنيوم 'أيمال' و 'دوبال' متخصصتين في تصهير الألمنيوم حيث أعُلن عن تأسيسها في بداية الشهر الحالي . وستكون هذه الشركة الجديدة خامس أكبر شركة عالمية في إنتاج الألمنيوم بطاقة إنتاجية تقدر ب 400 ر2 مليون طن في العالم، وبرأسمال بمقدار 15 مليار دولار، وتبلغ طاقة أكبر شركة منتجة للألمنيوم في العالم بحوالي 4 ملايين طن و اكبر رابع شركة منتجة للألمنيوم حالياً هي شركة صينية وبطاقة 3 ملايين طن . 

قفزت شركة دوبال من المركز السابع الي الخامس بدمج الشركتين الوطنتين . وهناك شركة خليجية عربية أخرى في الترتيب التاسع حاليا وهي شركة 'ألبا' البحرينية من أقدم الشركات الخليجية في صناعة الألمنيوم والمملوكة لمملكة لحكمومة البحرين بنسبة 70% وقد تأسست عام 1971 بطاقة إنتاجية حالية بحدود 870 ألف طن .
وستخلق هذه الشراكة الجديدة أكثر من 2000 فرصة عمل جديدة مع نهاية عام 2020 وتوظف حالياً حوالي 6200 وظيفة وستكون هناك أكثر من 000 ر30 فرص عمل متاحة مستقبلا مرتبطة بصناعة الألمنيوم في الأمارات المتحدة العربية .
هذه الشراكة لابد وأنها أتت نتيجة وجود رؤية وأرضية صلبة وعامل مشترك للوصول الى هذا التحالف الإستراتيجي، حيث لم يكن من المعقول أن تتواجد شركتين متجاورتين في نفس الصناعة وفي نفس الدولة تتنافسان على نفس الزبائن وبنفس الأسواق مع الفرق الشاسع في الطاقة الإنتاجية والخبرات، وكان لابد من وجود حل، ولذا كان الحل الأمثل هو التحالف والشراكة الإستراتيجية مع وجود المضاعف المشترك ألا وهو الطموح وإستراتيجية في التوسع في هذا المجال والمنافسة العالمية وكانت النتيجة ولادة هذه الشركة العملاقة شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، مع وجود الرأسمال الوفير و التوجه الأستراتيجي.
تأسست شركة ' دوبال ' في عام 1979 وبطاقة إنتاجية حالية تقدر ب 170 ر 1 وبالمركز السابع عالميا، وتأسست شركة 'ايمال' في عام 2006، في حين كانت لدى ' دوبال ' طموحات بزيادة طاقتها الإنتاجية لكنها كانت في نفس الوقت بحاجة الى الرأسمال لزيادة طاقتها الإنتاجية و تطوير مشاريعها الرأسمالية وفي نفس الوقت وجدت شركة 'أيمال ' الفرصة الوحيدة المناسبة بالدخول بقوة في تطوير صناعتها وخاصة وانها تمتلك من المال الوفير وأن شركة ' دوبال ' بحاجة إليها. فكانت النظرة والرؤية الإستراتيجية المشتركة ومنعا للمنافسة المحلية خاصة وأن شركة ' أيمال' شركة حديثة وفي بدايتها و بحاجة الى خبرات وطاقات بشرية محلية متخصصة بالإضافة الى وجود الشركتين تقريبا في مكان واحد.
وكانت الفرصة المناسبة و الوقت والإندماج المناسب المطلوب لحاجة الأثنين لبعضها البعض.
و الآن هل سنشاهد شراكات حكومية خليجية أخري، وهل هناك فرص أخرى متاحة، وماذا عن شركة ' البا' البحرينية هل تستطيع البقاء بمفردها أم هناك شريك أو تحالف إستراتيجي خليجي آخر، أم تستطيع أن تصمد وتتوسع بمفردها أم أن هناك إمكانية دمجها مع التحالف الإماراتي الجديد ولتحتل هذه الشراكة الثلاثية المركز الرابع عالميا في صناعة الألمنيوم .
وتتميز شركة ' البا ' البحرينية بطول خبرتها في صناعة الأمنيوم ومن وجود طاقات بشرية إكتسبت الخبرات و تكمنت من تأمنيتها ، وتتميز كذلك بأمتلاكها أول مصنع للفحم المكلسن لتحويل الفحم البترولي أو ' الأخضر ' الى منتج لإختزال مادة أكسيد الألمنيوم للحصول علي عنصرالأمنيوم النقي، وهي صناعة وتقنية أخري يمكن الإستفادة القصوى منها مع وجود الرأسمال المطلوب، وهي فرصة قد تكون للمستثمرين الآخرين من الدول الخليجية الأخرى والتي بحاجة الى أن تتوسع في هذا المجال أم لخلق كيان جديد.
وهذا يقودنا الى امكانية تحالفات ومشاركات خليجية أخرى في صناعات مثل الحديد و الصلب و المتواجدة في البحرين و السعودية و قطر والكويت، وهل من فرصة للشراكات الإسترتيجية عندنا نحن في الكويت بين شركاتنا المحلية من تشكيل تحالف إستراتيجي أو مثلا في صناعة البتروكيماويات خاصة مابين الشركات المحلية الموجودة والتي تتنافس تقريبا في نفس المجال وفرصها الوحيدة هي الدخول في مشاركات خارجية مثل بوبيان و القرين وشركات صغيرة أخرى ممكن أن تندمج معهما، خاصة تحت الظروف الحالية ومع دخول الغاز الصخري الأمريكي و الذي أدى الى ضعف إمكانية منافسة الغاز الطبيعي أو المشتقات النفطية المكررة مع سعر اللقيم الأمريكي و الرخيص مما يجبرنا الى ضغط المصاريف، أو تشكيل تحالفات على نطاق أوسع بين كل 'بروج ' الإماراتية الفرنسية و ' ايكويت ' الكويتية الأمريكية، أو ما بين شركة صناعة بتروكيماويات الكويتية مع زميلاتها في قطر و الإمارات المتحدة العربية وحتي مع الشركات السعودية المتوسطة الحجم الحكومية و الخاصة .
جميع هذه أيضا تمتلك أرضيات مشتركة للتحالف الإسترتيجي من خفض المصاريف و التوسع المحلي و الخارجي وزيادة فرص العمل وزيادة الطاقة الإنتاجية مع الخبرات المحلية المشتركة، ومع وجود الرأسمال المطلوب، حيث كنا في السابق نستنكر وجود أكثر من شركة خليجية تعمل في نفس المجال وكنا نشدد علي التركيز على شركة خليجية واحدة، والآن وقد أكتسبنا الخبرات و تعلمنا الدرس، الم يحن الوقت لدمج هذه الشركة في كيان واحد مع وجود الأرضية المشتركة و المصالح المشتركة .
وأليس هذا التحالف والرؤية المشتركة ما بين أيمال الأمارات و دوبال دبي مثال رائع و يصب في نفس التوجه ويحيي الأمل في تطوير صناعاتنا الى الأفضل والأحسن ونحو مشاركات وتحالفات جديدة أكبر لمجلس التعاون الخليجي والنفط الصخري يطرق الأبواب علي مسامعنا .

كامل عبدالله الحرمي
كاتب ومحلل نفطي مستقل

كتب: كامل الحرمي

تعليقات

اكتب تعليقك