المجلس المقبل لن يختلف عن المجالس السابقة.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 563 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  الوزير والحمود و'الحي يقلب'!

د. تركي العازمي

 

التقيت صدفة بزميل إعلامي مخضرم أخبرته على عجالة بأننا بحاجة لبرنامج تنويري حول «القيادة الجيدة والأخلاقية» وكان رده منطقيا حين قال «ما يبون هذي البرامج»... بمعنى أن كل من يتشدق بالشفافية وأخلاقيات القيادة هو في الواقع مختلف واقعه عن ظاهر الاقوال!
وعدت للزملاء وكان الحديث عن المشاركة في الانتخابات الحالية ونوعية المجلس المقبل... وهموم المواطن البسيط!
إن المجلس المقبل لن يختلف عن المجالس السابقة، والأعضاء الجدد سيخلفون بعض المبطلة عضويتهم لكن هذا لا يعني أنهم سيحدثون تغييرا في طبيعة الممارسة الديموقراطية لأننا ببساطة غير مؤمنين بالديموقراطية الحقة!
إنها حسبة أشبه بتجربة حظك في «امسح واربح» فإن جاءت مخرجات المجلس متوافقة مع التوجه الحكومي فهو المجلس المنتج والعلاقة «سمن على عسل» وإن «زعل» بعض النواب الجدد وحاولوا التركيز على الجانب الرقابي فسيأتي اليوم الذي ننتظر فيه مرسوم الحل!
ليس تشاؤمنا مني... إنه واقع الحال فنحن ما لم نشهد إقالة لوزير أو قيادي فلن يكون بمقدورنا فهم الممارسة القيادية ديموقراطيا على أصولها!
وأستثني هنا وزير التربية والتعليم العالي الدكتور نايف الحجرف وردة فعله تجاه بعض قياديي التربية بعد تكرار الفضائح بالجسد التربوي، إلا أن محاولات الوزير الحجرف تبقى هي الوحيدة رغم أن وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود حاول لكن أظن بأن الصورة لم تكتمل لديه: كيف؟!
كنت قد تناولت في مقال سابق معاناة طفل صغير توجه والده العسكري في وزارة الداخلية لطلب علاجه بالخارج عن طريق وزارة الداخلية ورفض طلبه... ووزارة الصحة منذ شهر نوفمبر 2012 لم تستطع تشخيص مرضه... وقبل أيام قالوا نحاول أن نستأصل النخاع.. وحسبنا الله ونعم الوكيل!
وزير الداخلية بحاجة إلى غربلة الإدارة المعنية بالعلاج بالخارج وإزاحة كل قيادي لا يجيد مفاهيم القيادة الصالحة!
يموت طفل... ويبقى طفل تحت رحمة الله ونحن نتحدث في الخارج عن الممارسة الديموقراطية وعن نسبة المشاركة ومن سيشارك وننسى أهم جزئية من متطلبات الحياة التي تعتبر حالة الطفل سالفة الذكر وغيرها الكثير أهم بكثير من مجلس «امسح واربح»!
المعني في الأمر نحن جميعا... نحن من نختار من يمثلنا تحت قبة البرلمان ولا نملك القدرة على التنبؤ حول استمرارية المجلس من عدمه وفي الغالب تجدنا نظن ظنا طيبا في البعض وتأتيك مجريات الأحداث بواقع مغاير... و «الحي يقلب» وتبقى المصالح هي الباقية أما أخلاقيات الممارسة حتى على المستوى الاجتماعي والإنساني فـــ « سلامتك»!
مختصر القول، لا تبحثوا عن مخرجات الانتخابات المقبلة واعيدوا للعقول هيبة تفكيرها المنطقي فنحن لن تفيدنا مخرجات «الحي يقلب» في حقبة زمنية لم نجد فيها ابسط الخدمات من صحة وتعليم واسكان وخلافه من أساسيات العيش الكريم... والله المستعان! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك