وائل الحساوي يكتب عن القشة التي قصمت ظهر 'مرسي'

زاوية الكتاب

كتب 1913 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  وأيضاً: من أجل مصر.. لا من أجل مرسي!

د. وائل الحساوي

 

كتبت قبل عام أبارك للرئيس محمد مرسي فوزه في الانتخابات المصرية، وقلت إن فرحتي ليست لفوز مرسي ولكن لان مصر قد تخطت مرحلة حرجة كان من المحتمل ان يتم تزوير الانتخابات فيها وان يأتي المال السياسي بالمرشح الأسوأ لاسيما وقد حشد الفلول ملايين الاصوات لانجاح المرشح المنافس.
اليوم اقول إنني حزين ليس من اجل مرسي، فهو رئيس يأتي ويغادر ولا تتوقف عجلة الحياة في مصر الشامخة منذ آلاف السنين، ولكن حزني بسبب تكشف خيوط المؤامرة التي نسجتها اطراف داخلية واطراف خارجية من اجل تقويض اول انتخابات نزيهة تمر بها مصر (بحسب المؤشرات الاولية).
قد يبدو المشهد من الخارج طبيعياً: رئيس تمت تجربته فلم ينجح فقال له شعبه: ارحل!! ولكن الواقع يقول إن تلك الاطراف قد تحركت منذ اليوم الاول لتقويض حكم مرسي بدءا بحل مجلس الشعب المصري ثم التحرك على لجنة كتابة الدستور ثم على مجلس الشورى، وتمثلت بتثوير القضاء المصري على رئيسه في محاولة لنزع صلاحياته، ناهيك عن الخروج اليومي للشارع وتعطيل الحياة الاجتماعية.
ونحن لا نبرئ مرسي من نتيجة ما حدث فقد قلت مراراً بأنه ارتكب اخطاء قاتلة بدأت بالاعلان الدستوري المكمل الذي بدا وكأنه البلاغ رقم (1) للثورة ثم اقصاء النائب العام مخالفاً للدستور، ثم حشد انصاره من الاخوان المسلمين في كل مناسبة للدفاع عن شرعيته، ثم في التعيينات الادارية والوزارية التي لم تراع التوازن ومحاولة ارضاء الجميع.
لكن القشة التي قصمت ظهر مرسي هي عدم قدرته على تحقيق اي من الوعود الاقتصادية التي منى بها شعبه بل ازداد الفقر والجوع والازمات القاتلة في مصر لانه لم يعط الفرصة لتحقيق ذلك، وكما قيل فإن ربع الشعوب تثور لاجل الكرامة وثلاثة ارباع الشعوب تثور بسبب الجوع!!
بالطبع فان مرسي قد أخلّ بالتزاماته تجاه حلفائه الاساسيين مثل السلفيين الذين كانوا يشكلون كتلة كبيرة داعمة له، ما جعلهم يتخلون عنه ويهاجمونه (مع ان الواجب كان يقتضي عدم التخلي عنه).
كل ما ذكرناه لا يمثل المشكلة الاساسية، ولكن تكمن المشكلة في ان باب الانقلابات والثورات المضادة متى ما انفتح فإنه لا يمكن ان يغلق، وكلما جاء رئيس جديد لا يعجب فئة من الشعب المصري فإن ذلك السيناريو سيتكرر وسينزل الناس الى الشوارع لاسقاطه، وبذلك ستعيش مصر حقبة الانقلابات من جديد، وقد يقرر الجيش الاستيلاء على السلطة والرجوع بها الى زمن الديكتاتورية!!
قد يكون متأخراً ان نقول بأن قبول جماعة الاخوان المسلمين في مصر لان تكون على رأس الهرم في ظل تلك الاوضاع الصعبة وشبه المستحيلة كان غلطة استراتيجية قاتلة، وان كل من يصعد الى دفة الحكم في تلك الظروف سيكون مصيره الاقصاء وكراهية شعبه له لانهم سيحملونه تبعات كل ما يحدث، ولكن نرجو ان تستقي الحركات الاسلامية كلها العبرة مما حدث والا تبالغ في احسان الظن بالشعوب وبنصرتها لهم لاسيما مع تغلغل فلول الانظمة السابقة في صفوفها وتآمر الدول الخارجية عليها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك