لم يعد الشعب الكويتي برأي محمد الشيباني ذلك الخبء الذي ينخدع

القبس

للانتخابات.. سب الآخرين!!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

لا أحد منا مبرأ من الخطأ والوقوع في الباطل والانحراف عن جادة الحق والخير والدين والانسانية، حتى علماء الدين والفقهاء والزهاد وأهل الورع يقعون في شيء من ذلك.. بل أحياناً في الكفر أو الشرك من حيث لا يعلمون إن لم يذكروا، ينصحوا، يحاجوا فيما وقعوا فيه، كان رسولنا يعدل مسار صحابته وآل بيته في كثير من الاخطاء والاعوجاج، لأنهم بشر غير معصومين، والمعصومون فقط هم انبياء الله ورسله، وهناك شواهد كثيرة من التاريخ، بل نصوص الكتاب والسنة دلت على كثير من ذلك، ونبهت عليه صراحة في مواضع كثيرة ليس هذا مكانها، يعرفها اهل العلم وطلابه لا مراءاة فيها، ولا تكبرا أو اعتدادا بالنفس والهوى والشيطان.

نعيش اليوم فترة تسجيل المرشحين للاستعداد لانتخابات المجلس التشريعي (البرلمان)، الذي فقد في السنوات الماضية كثيراً من بريقه وعنفوانه وسمعته، وستكون ايامه كلها اي ندوات المرشحين والاستعدادات لذلك في شهر رمضان المبارك، وسيكثر القيل والقال والاتهام والتجني والصعود على الآخرين للوصول الى ذلك الكرسي الساحر، وقد بدأ فعلاً بعضهم بضرب الآخرين ممن يعارضونهم أو سيمتنعون عن التصويت أو سيقاطعون الانتخابات بشكل عام.

فلا ينبغي ونحن نعيش اجواء طاعة، يصوم فيها المرشح في النهار عن الشراب والطعام ويؤدي الصلاة والقيام، ثم يأتي في الليل في ندواته أو لقاءاته مع اهل دائرته بسب الآخرين والطعن فيهم والبحث عن مساوئهم، واخطائهم بحجة التدليل على صدق اقواله، وفي الجانب الآخر يمدح ويثني على نفسه خيراً وانه فعل وفعل!

هذا والله غير طيب، بل معيب وفاضح، بل حجة على المرشح تجعل من الناخبين تسجيل مواقف عليهم والامتناع عن استقبالهم في ديوانياتهم، ومجالسهم عموماً،

لقد اتفقنا مجموعة من الدواوين على الا نستقبل من هم على شاكلة هؤلاء، ممن يجعلون قنطرة الوصول الى المجلس سب الآخرين والطعن في شخوصهم.

المرشح الذي لا يحترم الشهر الفضيل ولا يقدره حق قدره ولا يحسب حساباً لأقواله وألفاظه ليس له مكان في مجالسنا، ونحذر تلك الاصناف من تسويق انفسهم على حساب الآخرين، إذ لم يعد الشعب الكويتي ذلك الخبء الذي ينخدع، فكل شيء أصبح معلوماً وواضحاً غير مستور، الاشخاص واعمالهم واقوالهم، والله المستعان.

• لا تكن ممن: «فرّ من المطر ووقف تحت المرزام»!