عبد الله الخلف: هذا هو سبب نجاح الاخوان المسلمين في مصر!

زاوية الكتاب

كتب 914 مشاهدات 0


الوطن

الاتجاهات السياسية والدينية في مصر الحديثة '4'

عبد الله الخلف

 

ان نجاح الاخوان المسلمين في مصر يعود الى فشل النظام السياسي في مصر في العهد الملكي.. فاثناء التدافع نحو السلطة اخذ يميل سياسيون الى نسيان مسؤولياتهم، وكانوا حريصين على الاحتفاظ بامتيازاتهم النفعية ووجاهة النفوذ حتى اتسعت الفجوة بين السلطة والشعب وانتهز حسن البنا فراغ هذه الفجوة واعترض كثيرا على فوضى الاحزاب.
وانفصل الكثير من احزابهم وانضموا الى الاخوان، منهم من كان مع حزب الوفد.. وازداد انفصال الوفديين بعد ان نشر مكرم عبيد كتابه: «الكتاب الأسود» في اكتوبر 1944 حيث ذكر اخطاء «الوفد» كان حسن البنا خطيبا مفوها، ومؤثرا له جاذبية في استقطاب الجماهير المحتشدة من حوله.
وكان يتمنى مستمعوه ان يستمر في خطابه مدة اطول.. وكان ينظر اليه البعض من الناس على انه المهدي المنتظر الذي جاء لانقاذ الناس من الظلم.
كتاب «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» صفحة 128.. وتمكن حسن البنا من خلق مكانة فريدة له كزعيم معترف به في العالم الاسلامي فاستقطب الشباب المتعلم نحوه وأسس مكاتب الاخوان في كل المدن ومعظم القرى.
ففي عام 1939 بلغت حوالي 500 فرع في كافة انحاء مصر.. وهذا لم يتوفر لاي حزب او تنظيم لا في السابق ولا في اللاحق.. واسس فروعا ومكاتب للاخوان في دول عربية، وكان له وجود في سورية والعراق واليمن رغم انها كانت زيدية شيعية، وكانت الصلة مباشرة بين حسن البنا وعبدالله بن احمد الوزير قوية، وعند مقتل الامام يحيى نصب عبدالله بن احمد مكانه في 1948 لفترة حتى تمكن سيف الاسلام احمد من تولي منصب الامامة.. وكان هدف عبدالله بن احمد هو تأسيس حكومة دستورية قائمة على الشرع الاسلامي.. صفحة 125 من الاتجاهات.
كانت اصول معظم النشاطات السياسية الدينية في العالم الاسلامي الحديث تعود لقطبين كبيرين: هما محمد عبده وجمال الدين الافغاني وكان الثاني من ايران من بلده اسد آباد، نشأ في افغانستان عندما كان ابوه في خدمة السلطة، وعايش الاضطرابات الطائفية والتفرق الفكري في افغانستان وايران فحمل لواء الاسلام دون مذاهب ولاقى استجابة كبيرة في مصر.. وعندما ذهب مع والده الى افغانستان كان شابا يافعا يدرك الامور.. وصار تصحيف في بلده الاصلي باللغة الانجليزية حيث لا تميز بين اسد آباد واسعد آباد في افغانستان.
قال الاستاذ علي صالح وهو باحث من النجف في مجلة «العربي» الكويتية عدد 81 اغسطس 1965. انه قابل بقية من اسرته في اسد آباد التي تبعد سبعة فراسخ من مدينة همدان واحد احفاد اخيه كان مدرسا ولا يزال البيت الذي ولد فيه جمال الدين وهو ملك ابيه قائما في محله سيدان، ولكن جمال نشأ في افغانستان مع والده وخالط الشعوب الاسلامية وادرك مشاكلها الطائفية لذا قرر الدعوة لدين دون مذاهب وطوائف. وسوف اعود لهذا في موضوع مستقل.
مصر التي رفعت اولوية العلم مبكرا ودرست وعلمت معظم الشعوب العربية، لا تلتفت الجمعيات الاسلامية والثقافية للقضاء على الامية في مصر، وليتها تتآذر للقضاء على ما بقي من الامية في قرى مصر.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك