معظم الكويتيين أصبحوا غير مهتمين بذكائهم الاجتماعي.. دينا الطراح مستنكرة

زاوية الكتاب

كتب 1039 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  دينا بنت سامي

دينا الطراح

 

● ان معظم الكويتيين اصبحوا غير مهتمين بذكائهم الاجتماعي، ولا يعولون على استحسان افعالهم واقوالهم وتصرفاتهم، مما يدل على وجود خلل تجب معالجته فوراً.

«ان الفتى من يقول هآنذا

.. ليس الفتى من يقول كان أبي»

(الحجاج بن يوسف الثقفي)

***

قالها الحجاج لجلسائه حينما تولى شؤون العراق، ليحث الناس على أن يعلموا أولادهم التأدب والأدب، وفي الآونة الأخيرة انتشرت في الكويت الكثير من السلوكيات الخاطئة والبعيدة تماما عن روح الدين، والتي تثير في النفوس الاشمئزاز، لذا وجدنا أنه من اللائق أن نذكر بها حتى نظل نراعي القيم الأصيلة، والأخلاق الفاضلة، والذوق الرفيع الذي يراعي مشاعر الآخرين وبما يتفق مع نص المادتين 2 و7 بالدستور الكويتي، فاني أسرد منهما:

ـــ كل الشعوب تتباهى بتعليم ابنائها اللغات العالمية واجادتهم التكلم بها وقراءتها وكتابتها.. ما عدا الكويتيين، فالرجل الذي يتكلم بتلك اللغات ينظر اليه بالكثير من عدم الاحترام، وأنه رجل خفيف وضعيف الشخصية ورقيق الخلق.. متملق، يتشبه بالأجانب، أما المرأة فينظر اليها بالكثير من الاستهجان وانعدام الكفاءة وعدم الصلاح!!! فتعريف الرجل والمرأة الخفيفين يجب أن ينحصر في أنهما لا يجيدان التصرف الواعي مع الأشخاص حسب سنهم أو مراكزهم أو مكانتهم، ولا يعيان ما يتحتم فعله أو قوله بأي مكان أو مناسبة يتواجدان فيها.

ـــ كل الشعوب تعلم أبناءها التصرفات القويمة والصحيحة منذ الصغر، حتى لا يرتكبوا غلطات تشير الى سوء خلقهم وانعدام تربيتهم وقلة قيمتهم وقيمهم ومبادئهم وشأنهم، ويعلمونهم كذلك أن من يخطئ يتوجب عليه الاعتذار ليحفظ قيمته في أعين الغير، ومن لا يرد الاعتذار فعليه ألا يخطئ التصرف مع الآخرين منذ البداية لعدم التعود واستسهال الخطأ بحق الناس، أما في الكويت فكل شيء يؤخذ بالعنف الكلامي والتهديد بالسلوك السيئ الملتف، أما الناس رفيعو التربية فهم الذين يلتمسون العذر للمخطئ حينما يشعرون أن عنده احساسا بفداحة خطئه قبل أن يقدم على خطوة الاعتذار.. ولذلك فالاحساس يعتبر نعمة قد لا يتمتع بها كل الناس!

ـــ لا يوجد في الكويت علاقات أسرية وطيدة بمعناها، فالأبناء يتجمعون بصورة دورية في منزل كبير العائلة.. وهذا كل شيء! أما العناية بانتقاء أسماء الأبناء ومعانيها لأنها ستلازمهم طوال حياتهم.. فلا توجد، والتلطف في المعاملة بين الأهل مفقود، واظهار المشاكل الأسرية وافشاء الاسرار العائلية من أسهل ما يكون، أما عند أداء الواجبات العائلية الفعلية وبشكل رسمي كما في حالات تحقيق النجاحات الدراسية، الزواج، العزاء..الخ، والتي تدل على التواصل العائلي الوطيد والوثيق غير المنقطع، فمع الأسف لا وجود حقيقيا له بين الكويتيين والكويتيين فقط.

ولا يفوتنا أن نسجل هنا أن الصداقة لا معنى لها ولا قيمة.. حينما يكون الشخص لا يعلم الطريقة المثلى للتعرف على شخصية نظيره، ولا يعرف لماذا يجب أن يصادقها؟! ابسبب مظهره الانيق وسيارته الفخمة أم أخلاقه الفاضلة وكلامه الرقيق المنمق أم منصبه أم عائلته أم أمانته وثقافته وأدبه أم ذوقه في التعامل أم ماذا؟ وأشير الى أن الانسان يجب أن يتمتع بقدرة الاحتفاظ بعلاقات الصداقة القديمة وأيضا أن يتمتع بقدرة تكوين صداقات جديدة ومفيدة.. والناس لن يتحملوا سوء التصرف من افراد يهتمون بمظهرهم لا بجوهرهم، ففي عالم اليوم.. يجب الاهتمام بالمظهر والجوهر معا.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك