إلى متى يستمر غياب الحكومة ومؤسساتها؟!.. وليد الغانم متسائلاً

القبس

الغياب الحكومي مكلف للبلد

وليد عبد الله الغانم

 

تحتاج الدولة لادارة فاعلة لضمان استقرارها واطمئنان المواطنين بها، إن الصراع السياسي شأن والإدارة العامة شأن آخر، لقد ادعت الحكومة دائما أن تداعي أدائها وتباطؤ إنجازها وضعف قراراتها مردها الصراع السياسي والمجالس المنتخبة المتلاحقة، لكن تجربة المجلس المبطل الثاني أظهرت للملأ أن الأداء الحكومي لا يتطور ولا يتأثر حتى بوجود مجلس أمة موالٍ مائة في المائة.

تغيب مؤسسات الدولة عن أدوارها فتترك فراغا لا بد من سدّه، يقوم الناس بسدّ هذا الفراغ، كلّ بطريقته، وللأسف يؤدي الغياب المستمر للجهات المسؤولة إلى فقدان الثقة بها من جانب وشيوع الفوضى في المجتمع من جانب آخر، والخاسر هو البلد ومستقبله.

قوانين لا تفعّل ولوائح لا تطبّق وأنظمة يتم التجاوز عليها بسبب الغياب الحكومي، فيشعر الناس بالظلم والغبن، فليجأون لوسائل غير شرعية للتحصل على حقوقهم، او لتطبيق القانون كما يظنون، فتنهار مكانة المؤسسات الرسمية..

إن وضع الادارة العامة في الكويت متردٍّ، ومن الغريب حقا ضياع المبادرة الحكومية لتحسين ادائها وتطوير اعمالها وتحقيق الانجازات الحقيقية للوطن والمواطن في ظل وفرة مالية غير مسبوقة..

ماذا يريد الناس من حكومتهم سوى تطبيق القانون وحسن صرف موارد البلد وتحقيق العدالة الاجتماعية بين كل المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وآرائهم الفكرية وأصولهم الاجتماعية؟ وهذه أهم مهمات أي إدارة حكومية محترمة..

لدينا مشكلة سياسية عميقة في الكويت، توازيها مشكلة إدارية لا تقل عنها أهمية، الوقت يسرقنا والأمم تسبقنا، وقد داهمنا مستقبلنا، ولا نجد الادارة الحكومية قادرة بطريقتها الحالية ونهجها المعتاد على رعاية الوطن وأهله، فإلى متى يستمر غياب الحكومة ومؤسساتها؟ والله الموفق.