صلاح الساير: صرخة مصري من الطابق العشرين

زاوية الكتاب

كتب 471 مشاهدات 0


بسرعة البرق شاهد «مصري» شريط حياته كاملا. طفلا يجري وراء الجاموسة في بستان جده، فوالده الذي ذهب مجندا الى حرب حزيران لم يعد من الجبهة، ولايزال في عداد المفقودين منذ عام 1967 فلم يشاهد ابنه الذي ولد في ذلك العام. يتقلب بالهواء، بجلبابه الفضفاض. تذكر كيف ترك الحقل مرغما، فالعمل في الخليج يوفر دخلا اكثر مما يوفره له العمل في الزراعة، فتحول «مصري» من مزارع الى عامل بناء. مهر كثيرا بهذه الحرفة الجديدة، وصار المقاولون يطلبونه للعمل الصعب في المباني العالية. من المنخفض حيث الترعة، وظلال الشجر، الى الارتفاع الشاهق، ومسح الاسمنت تحت الشمس الحارقة والرياح الشديدة التي اطاحت به من الطابق العشرين. خر من عل. تهاوى الى الارض بارتطام عنيف وضع حدا لحياته الصعبة. بعد شهر من المأساة وضعت زوجته مولودها الاول، «مصري» آخر.. ويستمر العذاب.
الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك