ندوة 'مصلحة الوطن على المحك' بديوان الهاجري
محليات وبرلمانناشطون سياسيون وإعلاميون: على الموالاة والمعارضة نبذ العصبية والاحتكام للدستور والقانون
سبتمبر 15, 2013, 3:24 م 1307 مشاهدات 0
أجمع عدد من الإعلاميين والناشطين السياسيين على أهمية الوعي بالمرحلة الحالية، وعدم الجنوح إلى المعارضة والموالاة امتثالا للعصبيات والعمل على تلافي التأزيم واللجوء إلى التصالح مع الذات، والتأكيد على سيادة الدولة وعدم النيل من أبنائها والاحتكام إلى الدستور والقانون في المسائل الخلافية.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية في ديوان الناشط السياسي محمد خالد الهاجري في منطقة المنقف تحت عنوان 'مصلحة الوطن على المحك' حضرها الكاتب الصحافي وليد الأحمد، والناشط السياسي د. ناصر المصري، والمحامي محمد السبتي، ود. فلاح سويري والإعلامي بداح السهلي والإعلامي جعفر محمد، والإعلامي طه الفراج.
وقد قال الناشط السياسي محمد خالد الهاجري إن الكويت تشهد حالة من القبلية والطائفية والمعارضة القائمة على المصالح الأمر الذي يتطلب وعيا كبيرا من قبل الرجال الذين يغلبون المصلحة الوطنية ومصلحة الامة على جميع المصالح, مؤكدا الاستمرار في نهج احترام ولي الامر امتثالا لما أمر به الشرع والدين الإسلامي الحنيف.
وتابع بأن المعارضة كشفت عن وجهها وبأنها تسير وراء مصالح أفرادها، وهذا ما تبين لنا من خلال تخلي الكثير من الجامعيين والمحامين عن اتباعها، والاعتراف بخطأ قراراتهم الاولى، داعيا الجميع إلى الوعي بالمرحلة الحالية وعدم تسفيه الآخرين ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن صاحب السمو والد الجميع وانتقاده ليس دليل كراهية وإنما عتب ولوم فجميعنا وطنيون ونريد الخير للكويت وشعبها.
وبدوره قال الناشط علي الفضالة إن من أبرز مشاكلنا في الكويت اعتمادنا على حكم الفرد ومطالبتنا بالتغيير عن طريق غير مجلس الأمة باعتباره يشهد حالة من الصراع والاختلاف بسبب المجاميع السياسية المختلفة الآراء، ما يدفعنا إلى أهمية الوعي وعدم الوصول إلى الفوضى في تقديمنا لما نريد.
وذكر أن المجلس يضم نخبا سياسية وأخرى اقتصادية يراسه رئيس مجلس من النخبة الثانية وله باع سياسي واقتصادي كبير وكلنا أمل في ان يتم حل المشاكل جميعها والتخلص منها، موضحا أنه في حال التوصل إلى توافق بين اعضاء مجلس الأمة فإن جميع المشاكل ستذوب وتنتهي.
ومن جهته طالب المحامي أحمد المليفي بالعمل على إيجاد لغة تخاطب جميلة في الطرح السياسي، وعدم اللجوء إلى التشاؤم، فمن قال هلك الناس فهو اهلكهم كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتابع بانني صعقت بتسمية أحد الهاشتاقات في تويتر بـ'الكويت تكرهني' وكان الاجدر أن يسمى 'الكويت تحبنا'، مشيرا إلى أهمية منح السلطتين الفرصة للإنجاز لإظهار الجانب المشرق، ومبينا أن خطر انتقال الربيع الإبليسي قد ولى بعد أن كنا على شفير الهاوية وتجاوزنا ما وقعت فيه بعض المجتمعات التي انجرفت وراء الفتن والفوضى الخلاقة.
ثم تحدث الكاتب الصحافي وليد الأحمد فبين أن مشكلتنا في الوضع السياسي تتمثل في الاصطفاف سواء وراء المؤيدين أو المعارضين، وذهاب الجهتين إلى البقاء على حالهما دون تغيير مخافة أن يقال إنها خائنة.
وذكر أن من يوافق على الدستور فعليه ان يمتثل لمواده، وأن يحتكم للقانون في حال ظهور أي خلاف، متسائلا بإننا إذا رفضنا الاحتكام إلى المحكمة الدستورية فإلى من سنحتكم، وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه المعارضة من حيث لا تدري.
وأكد أن الموالاة لم تسلم ايضا من الوقوع في الأخطاء ولكن بطريقة أخرى حيث قامت قنواتها بضرب المعارضة وكأنهم يهود وليسوا كويتيين، مشيرا إلى أن هناك من المعارضة من يعترفون بأن الامور زادت عن حدها ولكنه لا يستطيع التراجع بسبب الخوف من التخوين.
وأضاف الأحمد بأن الحكم على الربيع العربي بأنه شيطاني وجهة نظر ولكن السؤال هل الوضع السابق في ليبيا أفضل من اليوم، ألم يكن الفساد مستشريا في مصر، مشيرا إلى أن ما حدث لا يمكن إلا أن يكون انقلابا لا يرضى به أحد داعيا إلى التفريق بين العاطفة والسياسة وعدم الافتراء على الإخوان من قبل الليبراليين بسبب مواقف عدائية.
وأما المحامي محمد السبتي فأوضح أن العرب يعانون من عيب فكري، فهم يجادلون دائما في مشهد وقضية واحدة ولا شي جديد فيها، متجاهلين البحث عن الحلول، فالاصل في الحياة الاختلاف وليس الاتفاق.
وذكر أن آباءنا وأجدادنا عاشوا المشهد السياسي مع اختلاف الزمان والمكان، ولكن الحقيقة الواضحة أمامنا اليوم أن الحكومة ليست فاسدة فحسب، وإنما صانعة ملفات الفساد منذ ١٩٦٢، وفي الوقت ذاته مرت المعارضة في إخفاقات متعددة، مبينا أن المخرج من كل ما نمر به هو من خلال حب الانتماء الذي هو طبيعة من طبائع البشر.
وأشار الإعلامي جعفر محمد إلى أن هناك توجها لإبعاد المواطنين عن الارتباط بالله سبحانه وتعالى منذ الخمسينيات، وهناك سلطة تسهم في هذا الموضوع وتزكيه، فهي تمنع دخول الخمر ولكنها في الوقت ذاته تسهل عملية تمريره، موضحا أن الكويت شهدت وجود كازينوهات ومصانع للخمر يتحكم بها 7 من أغنيائها يملكون العديد من مصانع الكحول.
وتابع بأن السلطة ليست لديها أي مشكلة مع الحلال والحرام وهذا ما أوقعنا في واقع مرير تسببت به مشكلة القروض وتضاعف الاموال الربوية، ما جعل الامر وبالا علينا جميعا، داعيا المجتمع الكويتي إلى الوعي بأهمية العودة إلى الدين والعمل على التغيير وعدم القبول بالتحرك مع الحكومة أينما سارت وحيثما اتجهت إلا بعد التأكد من موافقة الشريعة والتزام النهج الإسلامي.
ورأى أن مشكلة الإنجاز تكمن في مؤسسة الحكم، فالكويتيون يريدون شوارع ومدارس وجامعات وفق النظم العالمية، وهذا بمقدور صاحب الامر من خلال الطلب من الوزراء العمل على ذلك بأسرع وقت ممكن، ملقيا جانبا من اللوم على الإعلام الذي اتهمه بالفساد نتيجة الدور السلبي الذي يمارسه في العديد من القضايا.
ومن جهته قال الإعلامي طه الفراج إن لدينا دراسة تؤكد أن هناك تراجعا في الأخلاق وهذا ما يسبب كل أنواع الفساد، ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن البرلمان الأوروبي نضج ولكن بعد تقديم التضحيات، في حين نرى أن تجربتنا لا تزال غير ناضجة فنحن مازلنا مختلفين.
وزاد بأن الحقيقة مرتبطة بقناعات شخصية قد تكون مرتبطة بمصلحة أو جماعة، ولكنها في الوقت عينه ليست ثابتة، وهذا يضعنا أمام تساؤل مهم إذا كنا نريد أن نغير فلماذا تتجه الأنظار نحو الحكومة فقط؟ ألا يمارس الشعب الفساد؟ أليس هناك موظفون لا يداومون؟ موضحا أننا إذا فكرنا بشكل صحيح فإن الاجيال اللاحقة ستصل إلى مستوى جيد من التعايش.
تعليقات