البغدادي: الحالة الصحية، فشل الدولة

زاوية الكتاب

كتب 514 مشاهدات 0


وجه آخر للدولة العاجزة إذا كان لأبناء الأسرة الحاكمة وكبار المتنفذين وأهل الواسطات والوزراء القائمين والسابقين والنواب, القديم منهم والحديث, معاملة خاصة في المستشفيات الحكومية, وإذا عز الطلب وضعت لهؤلاء طائرة خاصة للعلاج في الخارج, فلماذا تهتم الحكومة بصحة بقية خلق الله من الذين لا يملكون واسطة أو نفوذا في المجتمع? لست أتجنى على الحكومة الكويتية, بل هذا ما يقوله ما صراحة لا حياء ولا خجل فيها التقرير الخاص عن مستوى الخدمات الصحية في الكويت والمنشور في جريدة »الجريدة«, يوم السبت الماضي. وسأورد ما كتبته إدراة البحوث والدراسات في مجلس الأمة الكويتي حول تردي الخدمات الصحية في الكويت. يقول التقرير ما نصه: 1 ¯ إن متوسط نصيب الفرد من الإنفاق على الرعاية الصحية في الكويت لا يزيد عن 130 دينارا في السنة وهو معدل متواضع وغير كاف. (ملاحظة : كان من الضروري الإشارة إلى أن هذا نصيب الرعاية الطبية لمن لا يملكون الواسطة). 2 ¯ وجود نقص في الأدوية المهمة. 3 ¯ تفشي الواسطة في الأجهزة الصحية كظاهرة تؤثر على مبدأ العدل والمساواة بين المواطنين المتلقين للعلاج. (ملاحظة: مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين مجرد نكتة تشبه نكتة دولة القانون). ويعد إرسال المرضى إلى الخارج خير مثال على عدم توفر مبدأ العدل والمساواة بين المواطنين. ( الله يعين غير المواطنين إذا كانت هذه حالة المواطنين من دون واسطة!). 4 ¯ تراجع مخيف للأوضاع الصحية التي آلت إليها البلاد,(والعباد). 5 ¯ حالة التكدس والطوابير الطويلة في المستشفيات. 6 ¯ الواسطة وتأثيرها الخطير في الخدمات الصحية, ذلك أنه من الممكن أن يتم حرمان مريض بأمس الحاجة إلى علاج فوري لصعوبة حالته المرضية, فيعطى موعدا للكشف لمدة طويلة قد تمتد شهورا في بعض الأوقات, ليحل محله شخص يمكن تأجيل علاجه إلا أنه عن طريق الواسطة استطاع الحصول على موعد فوري أو قريب. وينطبق هذا على جميع المراكز والمستشفيات في وزارة الصحة. 7¯ التشخيص الخاطئ للمريض, نتيجة لأسباب منها كثرة المراجعين للطبيب في العيادة ما يؤدي إلى قلة التركيز أثناء العلاج. وقد شكل حدوث الأخطاء الطبية ظاهرة متكررة. ويرجع البعض السبب في زيادة الظاهرة وتحولها إلى مشكلة متكررة في ظل وجود أجهزة طبية متطورة إلى تدني المستوى الفني لبعض الأطباء وعدم حصولهم على الخبرة العملية المطلوبة . بما أن هذا التقرير المخزي حول تردي الخدمات الطبية قد صدر عن إدارة البحوث والدراسات في مجلس الأمة, فالسؤال : أين صراخ النائب مسلم البراك وجماعته الذين يدعون محاربة الفساد? لماذا لا يفعلون شيئا لإنقاذ حياة الناس الذين لا واسطة لهم? وما أريده من النائب البراك كمواطن كويتي أن يبلغني عبر الصحافة عن حالات الواسطة التي قام بها النواب لمصلحة أهاليهم وناخبيهم? فمن لديه علم عن الليالي الحمراء في اليابان, لا بد أن لديه كل العلم عن الواسطات الطبية وغير الطبية. وأنا بالانتظار. هذا التقرير المخزي ليس تقرير شجاعة ونقد الذات كما قد يتراءى للبعض, بل سواد وجه رسمي لحكومة فاشلة وبرلمان عاجز, وشعب يجب أن يكون شعاره الرسمي القرود الثلاثة: لا أسمع....لا أرى......لا أتكلم. وأضيف لها من عندي....و لا أحس. أحمد البغدادي*
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك