ماضي الخميس: لا يصلح رئيس حكومة أحبط ثلاثا
زاوية الكتابكتب يوليو 2, 2007, 9:38 ص 489 مشاهدات 0
الإصلاح والنجاح يصنعهما القادة وليس المجتمع الرئيس المحبط ثلاثا هل ينتصر؟
كيف يمكنني ان اخاطب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد؟ كيف يمكن ان ابدأ
حديثي، وبأي اتجاه أسير؟
لهذا الرجل في قلبي مكانة كبيرة عمادها الكثير من الأسباب الشخصية اولا، والعامة
ثانيا، وطوال اكثر من خمسة عشر عاما لم اره إلا في موقف الداعم والمساند والناصح
والمعاضد، وكانت الابتسامة دائما تعلو وجهه يصحبها معه اينما سار.
كيف لي اليوم ان اقف هذا الموقف لأكون ناصحا لمن كنت استمد منه النصح؟ وكيف اكون في
هذا الموقف لأكون ناقدا لمن مد يد العون والمساندة لكثيرين من ابناء الكويت؟ وكيف
يمكن ان اقف في هذا الموقف واحمل سمو الشيخ ناصر من الاعباء اكثر مما هي فوق كاهله،
وهو الذي قضى اعواما طوالا مرتاح البال، هانئ الفكر، الى ان وضع صاحب السمو الامير
ثقته فيه ليحمل هذه المهمة الثقيلة.
ولكن حسبي ان اذكر ما قاله افلاطون حتى لا أتراجع عما عزمت عليه: «واجب الوجود ان
تعلو الحقيقة ولا يعلو عليها شيء، فلا الصداقة ولا المصلحة ولا المصانعة بقادرة على
ان تحل محل الحقيقة».
سمو الرئيس... هذه ثالث حكومة تقوم بتشكيلها خلال اقل من عام ونصف العام تقريبا،
وبالتأكيد انك اكثر الناس حرصا على استقرارها، وان تواصل مسيرتها، لذلك قضيت خلال
تشكيل هذه الحكومة قرابة 24 يوما في البحث والتحري والتشاور مع اطياف المجتمع جميعا
من اجل ان تحقق الاستقرار المنشود ولكنه وللأسف الشديد لم يتحقق لأسباب كثيرة
ابرزها بالطبع عدم صدق من تمت مشاورتهم اثناء التشكيل، اضافة الى تصديق سموكم
لنصائح بعض القوى او ضغوطها لتعيين موالين لها، وهذه لم تؤت ثمارها، ولم تحقق الهدف
المرجو منها... والامثلة بين يدي سموكم كثيرة.
ثم انكم يا سمو الرئيس رفعتم شعار الاصلاح، والذي اعتقدتم انه سيلاقي صدى طيبا
وايجابيا لدى النواب بالخصوص وهو ما لم يحدث، لأنكم نسيتم ان غالبية اعضاء مجلس
الامة الموقرين لم يصلوا الى قبة البرلمان لأنهم مصلحون، وغالبهم لو اتبعوا القانون
والاصلاح والتزموا به لكانوا خارج المجلس اليوم، لكنهم وصلوا الى ما وصلوا اليه
بقدرتهم على انجاز اكبر قدر من المعاملات والواسطات والتعيينات والقدرة الكبيرة في
النفوذ الى دوائر الحكومة لإنجاز ما هو عالق من المعاملات المختلفة، هذا بالاضافة
الى ان عددا من النواب وبلا فخر حققوا النجاح الساحق الماحق بملء الجيوب، لذلك فإن
الخطأ الكبير انكم صدقتم ان النواب يريدون حقا الإصلاح، هم يريدونه فقط على صفحات
الجرائد وفي المنابر العامة، وشعارا يرفع وقت اللزوم، لا يريدونه واقعا مطبقا، لأنه
لو طبق بحذافيره فستقف غالبية مصالحهم ومعاملاتهم فكيف سيواجهون ابناء دوائرهم، هل
اذكر سموكم بتصريح زميلنا العزيز خضير العنزي لأهالي الجهراء بأنه انجز اكثر من
ثمانية آلاف معاملة خلال عام! اي اصلاح هذا الذي تتحدثون عنه؟
ولا اريد ان اذكر سموكم بقول الزعيم الهندي غاندي «المصلح هو الذي يتحمس للإصلاح،
وليس المجتمع. لذلك كان على المصلح ألا ينتظر وهو في سبيل الدعوة الى الاصلاح غير
المعارضة والكراهية والاضطهاد المميت في بعض الاحيان» أليس هذا هو الواقع؟ ألا يعلم
سموكم ان معظم اعضاء مجلس الامة يتمنون لو ان الامور تسير بلا قانون ولا رقابة ولا
عدالة؟ ألا تعلم سموكم انكم لو حركتم قليلا قبضة الباب، وفتحتم المجال لبعض
المعاملات والعلاج في الخارج والتجنيس وغيره خلال ازمة استجواب الوزير الجراح لما
وصلت الامور الى ما هي عليه؟
لا ادري ماذا اقول لسموكم... وبأي اتجاه انصحكم، لكنني اود ان اذكركم بمقولة تنسب
الى الملك عبدالعزيز آل سعود «الحكم سيف ومنسف» اي بالحزم والكرم تسير الأمور!
يا سمو الرئيس... ألا تجد ايضا ان رموز الاصلاح في مجلس الأمة لم يساندوك في منهجك
الاصلاحي، وتخلوا عنك في وقت الحاجة وكان يفترض بهم ان يعينوك ويقفوا الى جانبك! بل
انهم اثقلوا عليك بكثر الاستجوابات والتحدي والتصعيد وعدم الرغبة في التهدئة
والتفاهم، الرئيس السعدون مثلا يشيد بكم وبنواياكم الطيبة، لكن اكثر شخص وقف ضد
حكوماتك الثلاث التي شكلتها، ألا تستغرب مثل هذه المواقف؟ ألا تعتقد انك خذلت من
الجانبين؟ كما انك خذلت ممن كان يفترض بهم ان يعينوك من الوزراء الذين وضعت بهم
ثقتك، فكان ولاؤهم لتياراتهم وجماعاتهم اكثر من ولائهم لحكومتك التي انضموا اليها،
والتي من المفترض ان يكونوا بها متضامنين، لكنها كانت مخترقة للتيارات السياسية
كافة، ذلك كله لأنك سعيت الى اشراك التيارات كافة في الحكومة فمنحتهم عينا داخل
حكومتك يعلمون من خلالها الى اين تتجه الريح، فيتخذون المواقف على اثرها!
سمو الرئيس... لا اريد ان ازيد همومك هما، واعلم ان البعض قد يرى ان الوقت قد يكون
غير مناسب لمثل هذا الحديث، لكنني اظن ان هذا الوقت هو وقت هذا النوع من الاحاديث
الصادقة، التي لا تحمل زيفا او رياء او تجميلا للأحرف والجمل والكلمات، وانت تعلم
بالتأكيد اكثر مما اقول، ولكن اذا كان ما نكتب مجرد حبر على ورق، فلا خير فينا ولا
في ما نكتب ونقول، فالخير كل الخير ان نهدي النصيحة لمن نحبهم ويهمنا امرهم.
هل تعلم سموكم ما يدور في الدواوين بعيدا عما يقال لك بوجهك؟ هل تقرأ ما يرد في
المدونات ومواقع الانترنت الكويتية، وهي التي تعبر عن نبض الشارع؟ هل وصلك همس
الشباب الكويتي بداخل الجامعات؟ الجميع يا سمو الرئيس في حالة من عدم الاستقرار
وعدم المعرفة لما سيكون عليه مستقبلنا ومستقبلهم. لا تستمع الى الاصوات التي تحيط
بك وتحاصرك ... دع اصوات الوجع الكويتي الحقيقي تخترق جدار الصمت المحيط بسموكم،
وستسمع العجب العجاب. ان ابتسامات المجاملة الكويتية لمن تزور دواوينهم لا تعكس
الواقع الحقيقي لما يريدون ان يخبروك به، حاول ان تقرأ ما خلف الشفاه، وتكتشف ما
خلف الاقنعة.
سمو الرئيس... هل تعلم مما يتكون المواطن الكويتي، هو ليس جسدا وروحا ودما فقط.
اسأل التاريخ سموكم ستجد ان المواطن الكويتي الحقيقي تراجع وتقلص وانكمش وتكلس، ولم
يعد قادرا على اداء دوره الحقيقي، تعلم لماذا؟ لان المواطن الكويتي الحقيقي يحيا
على مبدأين: الحرية والنجاح!! فماذا يفعل وقد فقدا منذ زمن طويل. افتح له الباب
لينطلق في عهدكم، ولا تجعل النجاح في هذا الوطن لفئة محدودة واخرى لا تستحقه لانهم
غير مرغوب بهم. في الكويت ابدا لم يكن هناك اناس غير مرغوب بهم! فلا تجعل المجال
سموكم لفئة قليلة تتحكم بمصير الامة.
سمو الرئيس... هل نظرت بوجه حفيدك بدر... ملامحه تشبه جميع اهل الكويت... نظراته،
تطلعاته، اماله. بدر مثل كل ابنائنا يسعى الى مستقبل مشرق، ونسعى لنؤمن له مستقبلا
امنا. امانتك اليوم سمو الرئيس ان تؤمن لنا ولأولادنا ولاحفادنا كما حفيدك، مستقبلا
امنا ومشرقا، ولكن كيف ستحقق هذا... والبلد في ازمات متتاليات والوزراء يتساقطون
وزيرا اثر وزير لأبسط الاسباب واتفهها ما الحل؟ بيدكم الحل سمو الرئيس.
هل أدلك على كويتيين شرفاء عظماء تصغر لهم هامات، وتعلو بهم رايات، يمكنكم
الاستعانة بهم، ولديهم القدرة الفائقة على إنهاء التوتر والأزمات مع مجلس الأمة؟ ام
انكم تعرفونهم، وتعرفون منهم افضل منهم لكنهم لا ينسجمون والاطار العام لعمل
الحكومة، فلا تجدون سبيلا سوى الاستعانة بوزراء اضعف كثيرا من تطلعاتكم وآمالنا
واحلام اطفالنا!
سمو الرئيس الحديث يطول، ويكثر، ويتشعب، ولا اريد ان اطيل عليكم، وقد تكون لنا
جولات اخرى، واحاديث كثيرة، لكنني ومعي آلاف الكويتيين الذين نتوق لأن تكون حكومتك
الثالثة مستقرة وآمنة وهادئة، وتحقق لنا الانجاز، وتنتصر على العراقيل كافة التي
تعترضها، اللهم آمين، ودمتم سالمين.
حد السيف...
بعد نشر مقال يوم السبت الماضي عن تصريح سمو رئيس مجلس الوزراء بأن لدينا محترفين
في الاستجوابات، نبهني احد المسؤولين في مجلس الوزراء بأن هذا التصريح قاله الشيخ
محمد عبدالله المبارك، وليس سمو رئيس مجلس الوزراء.
الراي
تعليقات