حقيقة الحياة بقلم محمد البنوان

زاوية الكتاب

كتب 808 مشاهدات 0



بدايات الأمور في العادة تكون عناوين لنهايتها هذا ما يتوهمه المتوهمون ويؤكد المجربون ولكن الحقيقة على خلاف ذلك نعم على خلاف ذلك بالكلية فليست البدايات الفاشلة مؤشرا على ان النهاية قد تكون هي الفشل وليست بدايات النجاح بمؤشر على استمراريته لابد الآبدين هذا هو الواقع المعاش  والذي قد يدركه جلنا فكثير من تجارب النجاح المثمرة أتت بعد الكثير من المعاناة والمحاولات الفاشلة وكثير من البدايات الناجحة انتهت بنهايات مأساوية فاشلة ويبقى قطار الحياة مستمرا إلى ان يشاء الله عز وجل هذه هي الحياة أجزاء متفرقة لكل جزء لونه وطعمه الخاص لا يحس بحلاوته ومرارته إلا من تذوق جميع كؤوسه وسار في معظم دروبه حتى تبلور في ذهنه جزء كبير من الحكمة ليحولها بصدى الكلمات وجميل العبارات إلى فوائد تستقيها الأجيال هؤلاء هم كبار السن الذين أدركوا بعد ان بلغوا من الكبر عتيا حقيقة هذه الحياة وأدركوا خطوطها العريضة والتي تنتهي بنهاية واحدة أنها لا تستحق ان يأبه لها بشيء فهي والعدم سواء وعليه تبقى دقات الساعات مؤذنة بالرحيل فليس الثواني الماضية بمقبلة وليست الساعات الذاهبة براجعة وليست السنون الراحلة بعائدة ونبقى جزئا من القافلة نكمل المسير الى النهاية فمتى نرى صحوة للضمير القليل منا من يعيد شريط ذكرياته اليومي او حتى الأسبوعي او الشهري مستدركا ما فاته محاسبا نفسه وباحثا في اتون أفعاله قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل ان وزنوها قبل ان توزن عليكم '' فمن يا ترى وزن نفسه بميزان البشر قبل ان يوزن بميزان خالق البشر؟؟ ومن يا ترى حاسب نفسه بضمير البشر قبل ان يحاسب بكتاب رب البشر قد تكون هذه البداية من الحديث جزءا من تصورات تعكس واقع كاتبها ولكنها ليست كذلك فالتقصير عبارة عامة يدخل في معانيها من كتب تلك السطور الفائتة ولكن التذكرة للنفس وللغير خير من البقاء خلف الستار ان الدنيا ارض حصاد لجانبين دنيوي وأخروي فليست دعوة التفكر في ما آلت الأمور ونهاياتها بدعوة لنسيان واقعها وحاضرها وإنما هي دعوة لتغيير نمط التفكير السائد وتعديل مساره بما يتوافق مع الحقيقة التي نتناساها حقيقة الحياة..

محمد سعود البنوان

كتب: محمد سعود البنوان

تعليقات

اكتب تعليقك