أزمة الإسكان .. قنبلة موقوتة ،، بقلم مزيد المعوشرجي

أزمة الإسكان .. قنبلة موقوتة ،، بقلم مزيد المعوشرجي

سافرت خلال شهر 10 الماضي لفترة طويلة ورجعت ب21 الشهر ، وجدت بهاتفي اتصال فائت بالصباح من صاحب المنزل الذي أستأجر منه شقة لأسرتي .. ضننته بالبداية انه استفسار عن عدم تهنئته بعيد الأضحى ، ثم ذكرت تأخري لأول مرة عن سداد قيمة إيجار الشهر ، وبالفور حولت المبلغ ثم اتصلت عليه واعتذرت عن التأخير .. ، ثم ذكر لي عن رغبته بزيادة قيمة الإيجار المتفق عليها بحسب العقد كوني قد تأخرت يوماً واحداً عن الموعد القانوني بزيادة 25٪ عن القيمة المتعاقد عليها ، توقعت انه يمزح معي كونه قريب من الأسرة وأعامله معاملة الوالد بكل تقدير واحترام ، الا انه كان جاد معللاً ذلك بزيادة أسعار الإيجار بالبلد عن القيمة بالسابق قبل سنوات العقد ، وبأنه اكتشف أنني أكتب بالصحف 'مادري شكو' المهم .. خاطبته باحترام وطلبت منه تجاوز أمر اليوم الذي تأخرت به عن السداد .. وضمننت أن الأمر قد انتهى .

لأتفاجئ بصباح 12-نوفمبر بخطاب من وزارة العدل لحضور جلسة بشهر 12 بطلب منه إخلاء الشقة ودفع مستحقات محاميه لسبب تأخري عن ذلك اليوم ! ، رضيت بالأمر الواقع الذي تمنيت أن يتم شفهياً .. وبدأت بالبحث عن شقة بديلة لأنقل بها أسرتي للسكن فيها ، لأكتشف أن الأسعار قد اختلفت فعلاً عن ما كانت عليه ، حيث أن مثل الشقة التي أسكن فيها ( 3 غرف ومطبخ وحمامين ) قد أصبحت ب750 د.ك ، ترمى في كل شهر على شقة إيجار 'يعني لوني شاري بهالمبلغ شقة كان امتلكتها ببضع سنوات في أفضل الأماكن بأوربا' أو منزل بالخفجي .

قضيتي أتحملها لوحدي .. ولا أخجل منها ، ولكنني أتكلم بواقع ولسان أكثر من 80 ٪ من المواطنين بالكويت من مختلف الشرائح .. المقبلين على الزواج .. الأرملة والمطلقة وغيرهم ، في ظل جشع التجار ، وكأن الرواتب وكل زيادة تضيفها الحكومة عليها تذهب كغسيل أموال لهم من إيجارات وأقساط وقروض بنكية في ظل وجود حكومة لا تكترث أبداً بوضع حلول جذرية لهذه المشكلة التي تنعكس بشكل مباشر لمشاكل اجتماعية متنوعة من ازدياد حالات الطلاق والعنوسة وعزوف الشباب عن الزواج وهجرة للكفاءات الشابة عن وطن يعشقونه .. ولكنهم لا يجدون فيه .. إلا الإحباط والتخبط والإهانة .

مزيد مبارك المعوشرجي