الانتصار الإيراني والارتباك الخليجي!.. بقلم محمد الدوسري

زاوية الكتاب

كتب 904 مشاهدات 0


عالم اليوم

غربال  /  اتفاق إيران وردود الفعل الخليجية

محمد مساعد الدوسري

 

عقدت إيران صفقتها مع أميركا ودول أوروبا، وضمنت بذلك إنهاء الحصار الاقتصادي الخانق، بل وضمنت استمرار تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وإن كان بنسبة مخفضة، وضمنت الاعتراف بها كقوة مهيمنة في المنطقة، في انتصار معنوي ومادي كبير لم يتحقق لها منذ خسارتها في الحرب العراقية الإيرانية.

الأخطر من كل ما سبق يقع في الملاحق السرية لهذه الاتفاقية بين إيران وأميركا، ومنها ملفات العراق والبحرين وسوريا واليمن ولبنان، ونفوذ إيران في المنطقة وعلاقتها بالأقليات فيها، وهي الملفات الأهم من موضوع النووي الذي حلبته إيران حتى آخر نقطة للاستفادة منه، بينما باعت أميركا حلفاءها العاجزين في الضفة الغربية من الخليج العربي.

دولنا الخليجية تعيش في صدمة اللحظة الراهنة، ومواقف دولنا للأسف هي مجرد ردود أفعال، الغريب أن سلطة عمان وهي الدولة الخليجية كانت المفتاح الأساسي للقاء الإيراني الأميركي، وكأن دولنا الخليجية لا تنسق فيما بينها ولا تعرف ماذا يدور من قبل فريقها الخليجي الداخل في مجلس تعاون وتُصرف عليه المليارات سنوياً.

ارتباك واضح في قيادة الدول الخليجية، وهذا أمر طبيعي ومتوقع، نتيجة لسيطرة عديمي الكفاءة على مفاصل الدولة في كذا دولة خليجية، والدخول في صدام مع القوى الحية في أكثر من دولة خليجية، سبق وأن طالبنا حكوماتنا الخليجية بالتصالح مع شعوبها، ولجم متطرفي الليبرالية المسيطرين على مفاصل القرار، والذين تسببوا في حرب مفتوحة أضرت بنا كثيراً في تحالفاتنا داخل المنطقة مع تيارات إسلامية ودول إسلامية.

إن سيطرة بعض الشخصيات ممن لديها عقدة من كل ما هو إسلامي في الداخل والخارج، هو ما جعل دولنا الخليجية تعيش بلا هوية موحدة في العقود الأخيرة، واستمرار وجود هذه الشخصيات بعد كم الخسائر الفادحة التي تسببوا بها كفيل بتعجيل إضعافنا أكثر وأكثر أمام الغول الإيراني الصاعد.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك