معرض العقار..لجميع البلدان عدا الكويت بقلم وائل الحساوي
الاقتصاد الآننوفمبر 26, 2013, 1:29 م 2636 مشاهدات 0
ذهبت لزيارة معرض الكتاب والذي يمثل أكبر تظاهرة للكتاب في العالم العربي، ومررت في طريقي بمعرض العقار.
اسمحوا لي أن أتكلم عن معرض العقار والذي يتكرر مرات عدة سنوياً، والواضح هو أنه يرتكز على العقار خارج الكويت إضافة إلى مجموعة من شقق التمليك داخل الكويت.
أما لماذا لا يتم عرض بيوت وفلل للبيع داخل الكويت فلا يخفى على أحد منكم، فالجنون في أسعار العقار قد بلغ حداً لا يمكن تصوره، ولذلك لا يمكن عرضه من خلال معرض من المعارض.
بالأمس قرأت إعلاناً عن بيت في الفيحاء مساحته 485 متراً مربعاً مؤجر، يطلب فيه صاحبه 650 ألفا مع فرق السوم، وفي اليوم التالي علمت بأنه تم بيعه بمبلغ 700 ألف دينار!!
إذاً ما حدود ما ستبلغه الأسعار للعقار والفلل في الكويت، ومتى سيتوقف ارتفاعها؟!
أنا حقيقة أشك في الكلام الكثير الذي نسمعه من المسؤولين عن قرب الوصول إلى حلول للمشكلة الإسكانية لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والضوابط التي أعلن عنها البنك المركزي قد تؤثر قليلاً في خفض الأسعار لكنها لا تستطيع أن توقف ذلك الهيجان القائم اليوم، لاسيما مع وصول الطلبات الإسكانية إلى 120 ألف طلب، وهيئة للإسكان لا تستطيع بناء أكثر من ألف وحدة سكنية سنوياً (بحسب تصريح حملة ناطر بيت).
لقد صرح مصدر حكومي بالأمس لجريدة «الوطن» بأن الحل لمشكلة السكن الحكومي المطروح حالياً قد يكون نظام الشقق السكنية لعجز الحكومة عن حل المشكلة، ولا شك أن هذا التصريح له مفعول السحر في رفع أسعار العقار إذ ان تجربة مجمع الصوابر مازالت ماثلة أمام عيوننا كمشروع فاشل!!
أما بقية الأجنحة في معرض العقار فهي تشرح الصدر وتجعلنا نشعر بأننا في جنة الأرض، حيث ترى مناظر الأشجار والأنهار تحف بالفلل والشقق المعروضة للبيع، وبعضها ترى الجندول يسير بك بين البيوت كما في مدينة (فينيسيا) في إيطاليا.
لكن الشيء الأهم في تلك المشاريع الخارجية هو رخص الأسعار النسبي إذا ما قارنته بالكويت، ما يدفع كثيراً من الناس بأن يحسبها حسبة بسيطة فيقول: «أنا صحيح أحتاج لشراء بيت لنفسي أو لأبنائي في الكويت ولكنني أتكلم عن نصف مليون دينار لبيت صغير في آخر الدنيا، وما لدي من مدخرات لا تغطي ربع المبلغ، بينما شراء بيت في بلد من البلدان السياحية أو شقة سكنية ممكن بمبالغ معقولة، إذاً وداعاً لبيوت الكويت ودعني أمتع نفسي بما أملكه من أموال!!».
الكويتيون هم أكثر الناس شراء للعقار في مكة وتركيا والأردن والبوسنة ومصر وغيرها، وقد يكون السبب هو عدم القدرة على شرائه في الكويت لا لانهم يعشقون الشراء في الخارج!! وأعود للسؤال التقليدي الذي يسأله كل إنسان: لماذا لا تعطي الحكومة الأراضي للشركات الاستثمارية وتطلب منها إقامة البنية التحتية أو تبني بيوتاً ثم تبيعها على المواطنين بأسعار معقولة كما هو الحاصل في جميع بلدان العالم، مع خصم دعمها للمواطنين من قيمة البيت؟! ولماذا نصر على مطالبة هيئة الإسكان بأن تحقق لنا ما عجز العطار عن إصلاحه طوال الدهر!!
تعليقات