نبيلة العنجري تكتب محذرة: كتاكيت الكويت لن تبقى 'دايخة'
زاوية الكتابكتب نوفمبر 30, 2013, 11:25 م 945 مشاهدات 0
القبس
رؤية / احذروا سياسة 'الكتاكيت'
نبيلة مبارك العنجري
• الحكومة تدوخنا بقضايا ومشكلات لا حصر لها، وكلها تدور في فلك واحد هو: تدويخ الشعب.
يحكى أن حاكماً تقدم به العمر، وخشي أن يسرع إليه الأجل قبل أن يطمئن إلى حكم مملكته من بعده. هذا الحاكم كان لديه ولدان متقاربان في العمر والذكاء والعلم، فراح يفكر في أي منهما يستطيع قيادة دفة الحكم من بعده دون أن تتعرض المملكة إلى عواصف المعارضين والاستفادة من خيرات البلد. ومع حيرته في اختيار أيهما أصلح للحكم، أحضر قفصين مملوءين بالكتاكيت، وأعطى كلاً منهما قفصاً، وأخبرهما بأن من سيفرغ قفصه في بهو القصر ويمسك بأكبر عدد من الكتاكيت، ستسند إليه مهمة الحكم.
تقدم الأول وأفرغ قفصه سريعاً، وراح يستخدم مهارته في الجري والقفز وراء الكتاكيت هنا وهناك، ليجمع أكبر قدر ويفوز بالحكم، إلا أنه لم يفلح في الإمساك بأي منها. وبعد أن أنهكه التعب، تقدم الثاني وأخذ قفصه ثم تفرسه بشدة، وفجأة تناوله وراح يهزه بقوة، يميناً ويساراً، أعلى وأسفل، قبل أن يقوم بإفراغه على الأرض. فوقعت الكتاكيت مصابة بالدوار، وهنا راح الابن يجمعها واحداً بعد الآخر من دون أي مقاومة منها. وهنا اختاره الأب دون تردد لكرسي الحكم.
عندما نفكر في أحوالنا السياسية هذه الأيام، ندرك أن حكومتنا الموقرة تتبع معنا هذه السياسة، فهي تدوخنا بقضايا ومشكلات لا حصر لها، فمن أزمات تعليمية إلى زحمة مرورية، مروراً بقضايا طائفية وأخرى اجتماعية، وصولاً إلى الصراعات السياسية، وكل هذه المشكلات تدور في فلك واحد وهو «تدويخ الشعب».
لا أعلم كيف يفكر من يشيرون على حكومتنا باتباع هذه السياسية العمياء، فكتاكيت الكويت، أعتقد، لن تبقى «دايخة»، لأنها كبرت وتكبر يوماً بعد يوم، وأصبحت ديوكاً ودجاجاً. وإذا كانت حكومتنا تظن أن هذه الديوك والدجاجات من نوع الحمائم، فهي مخطئة، لأنها تضم أنواعاً متحمسة من الصقور والنسور، وبالطبع ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها بقوة وشراسة.
كل الحكمة من حكومتنا ونوابنا وسياسيينا أن يدركوا تماماً أن دوام الحال من المحال، وأن خلل الميزان والضياع له معدل محدود، إذا تجاوز مؤشره هذا المعدل انقلب الميزان، وفي هذه الحالة ستحدث «فورة»، ونخشى حينها أن نحاول تدارك الأمر، فنجد أنه قد «فات الفوت».
في النهاية، لا نملك إلا أن نقول «يا جماعة الخير حافظوا على الكويت»، اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
تعليقات