زمن قيام العصاعص ونوم الرؤوس!.. بقلم علي الذايدي

زاوية الكتاب

كتب 422 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  عندما تنام الرؤوس

علي الذايدي

 

لو افترضنا أن مديرا ما في إدارة ما بالديرة اجتمع مع موظفي إدارته بخصوص مهندس هندي تم تعيينه في الإدارة، وقال لهم بالاجتماع:

يا شباب أريد إبلاغكم أنه تم تعيين موظف هندي جديد في الإدارة وهو هندوسي الديانة، وأطلب منكم أن تمتنعوا من أكل وجبة البيف برغر من المطاعم السريعة في حضوره، لأن هذه الوجبة تحتوي على لحم البقر، وهذا الموظف الهندي الجديد يعبد البقر، فحرصا على مشاعره عليكم بالامتناع عن أكل لحم البقر أمامه.

أعتقد أن جميع الموظفين الكويتيين من الطائفتين سنة وشيعة سيتفهم ويمتنع عن أكل هذه الوجبة أمام الهندي حفاظا على مشاعره.

وهذا هو حال الكويتيين عموما، يحافظون على مشاعر الغريب، ولكنهم يبحثون عما يثير مشاعر إخوانهم الكويتيين وينبشونه.

وأقرب مثال ما نراه في مقالات بعض الصحافيين وبعض المغردين في تويتر، وعندما يثار أمر طائفي في المجتمع، أو عندما تنشب أزمة ذات طابع طائفي مثل أزمة موكب عبدالله الرضيع مؤخرا لم نقرأ لمن يريد تهدئة الأمور أو امتصاص السخط، فالغالبية اصطفوا طائفيا خلف بعض الرموز الذين ينفخون في الرماد لإذكاء النار، وكأن النار إن شبت سيكون هذا الأحمق أو ذاك في مأمن منها.

ولعل هاشتاق ولعها_شعللها الذي شارك فيه بعض المغردين لزيادة الاحتقان لدى الشيعة بكل بجاحة ووقاحة وكأن الموضوع مادة للسخرية وليس مصير مجتمع.

الكارثة أن البعض ممن يعتبرون من رموز الحراك الشبابي الحالي شارك في الهاشتاق بعبارات ساخرة تحمل الاستهزاء بهذه الأزمة التي عصفت بالنسيج الوطني الكويتي وهم من يريد إقناعنا بأنه يعارض الحكومة ويحمل لواء الوطنية والخطاب الموحد فسقطوا في أول اختبار.

وهذا دليل على قصر نظرهم وقلة الوعي السياسي لدى أغلبهم ممن دخل عالم السياسة بالصدفة وبهرته فلاشات الكاميرات، وصور على طريقة «صورني وأنا في مواجهة القوات الخاصة»أو «صورني وأنا أخطب في الاعتصامات» فأصبح بالصدفة رمزا وطنيا في زمن قيام العصاعص ونوم الرؤوس.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك