القضاء العادل يخفف الإحتقان

القضاء العادل يخفف الاحتقان

زايد الزيد

' وأستطيع أن أزعم أن هذه القضية هي ربما أكبر قضية ينظرها القضاء الكويتي وهي بهذا الشكل المهلهل ، من حيث عدم صحة الاتهامات ، ومن حيث تضارب اقوال الشهود ، وفوق هذا وذاك فان الغموض واللبس يكتنفان كل تفاصيل الواقعة ! ' .

هذه الفقرة كانت جزءاً من مقال يوم أمس ، وجاء حكم المحكمة يوم أمس في قضية ' دخول المجلس ' ليؤكد ماهو مؤكد أصلاً بأن القضية مهلهلة وان أقوال الشهود متناقضة وانه لاتوجد هناك دوافع لدى المتهمين بقصد ارتكاب جناية لدى دخولهم المجلس .

وهنا يؤكد القضاء العادل أن ليس كل ادعاء يكون صحيحاً ، كما أنه يؤكد نزاهته من خلال ابتعاده عن كل محاولات التأثير السياسي التي مورست عبر مجلس الأمة المبطل الثاني وعبر وسائل الاعلام من أشخاص لديهم نزعات انتقامية من الشباب ، لأن الآخيرين أرادوا تغيير واقعنا السياسي البائس نحو الأفضل .

أن القضاء حينما ينزع نحو العدل إنما يقوم - بالاضافة إلى كونه يحفظ حقوق المتخاصمين ويعطي للمتضررين حقوقهم المنزوعة منهم - بوظيفة أخرى تأتي كنتيجة مباشرة وطبيعية وهي انه يخفف الاحتقان الشعبي والسياسي والاجتماعي في القضايا التي تحمل ذلك الطابع ، وها نحن شهدنا يوم أمس - ولانزال - كيف عمّت مظاهر الفرحة مشاعر معظم المواطنين ، لأن الاحساس بالعدالة شعور ليس كمثله  شعور ، فهو يشيع الأمان في أرجاء البلد وينزع الخوف من قلب كل من يريد الاصلاح ويزيده اصراراً على المضي في طريقه ، كما أنه - في المقابل - يحجّم المحرضين والمفترين الذين يعارضون الاصلاح ويناصبون أصحابه بالعداء الفاجر .

شكراً للقضاء العادل الذي نطق بهذا الحكم المستحق في قضية تاريخية ، وكل التهاني والتبريكات للمتهمين وأهلهم وذويهم ولأهل الكويت كافة .

يقول الحق تبارك وتعالى :
' وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ' . وبانتظار أحكام عادلة جديدة في قضايا أخرى منظورة ..