هل الاتحاد الخليجي ضرورة أنظمة أم خيار شعوب؟!.. سليمان الخضاري متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 830 مشاهدات 0


الراي

فكر وسياسة  /  الاتحاد الخليجي.. ضرورة أنظمة أم خيار شعوب؟!

د. سليمان الخضاري

 

الرفض الصريح الذي أعلنته سلطنة عمان الشقيقة للانضمام للاتحاد الخليجي المنتظر مناقشته في قمة مجلس التعاون الخليجي وما رافق هذا الموقف الحازم من السلطنة من نقاش محتدم بين النخب والجمهور العادي في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي حول صحة هذا الموقف من خطئه يثير مجددا السؤال الملح حول ماهية المجلس وهل هو في الحقيقة معبر عن ناد لسلطات متمثلة في أسر حاكمة تتبادل الرؤى فيما يخص تعزيز سلطتها أم أنه فعلا يعد الملتقى المعبر عن توجهات جماعية لقادة تلك الدول وشعوبها.
ومع الإعلان العماني المشار إليه أعلاه، لابد من الاعتراف بوجود انقسام ما، إما بين حكومات تلك الدول أو بينهم وبين القطاعات المؤيدة للاتحاد المزمع إنشاؤه، على الأقل في الحالة العمانية إن افترضنا وجود تأييد للاتحاد في الأوساط العمانية الشعبية، وفي الحالتين، فإن المسؤولية تستوجب منا جميعا أن نواجه حقيقة عدم وجود إجماع على الكثير من القضايا الجوهرية بين دول المجلس أو شعوبها.
ومع احترام القرار العماني تماما، إلا أن القرار العماني في طريقة تشكله وإصداره لا يختلف عن الآراء المختلفة معه في الدول الخليجية الأخرى من حيث كونه قرارا صادرا وفق سلطة تقديرية غير مرتبطة بشكل وثيق بمؤسسات برلمانية أو غيرها مما يعبر بشكل علمي عن الإرادة الشعبية، مما يعيدنا للسؤال الأهم عن مدى فعالية المجلس إن استمر معبرا عن إرادات ورؤى خاصة بهذه القيادة السياسية أو تلك دونما دعم شعبي.
إن تجاوز حقيقة أن المؤسسات الدولية الناجحة، وخصوصا تلك المتعلقة باندماج كيانات معينة في كيان أكبر، إنما تتأسس على مجموعة من المرتكزات المتعلقة بتماثل الأنظمة السياسية والاقتصادية مع دعم واضح من شعوب تلك الدول لخيار الاندماج ذاك، ومن الانصاف القول إن الكثير من الجهد يجب أن يبذل قبل القفز في خطوة مثل تلك في محيطنا الخليجي بدل الادعاء بجهوزيتنا الفورية للمضي في هذا الطريق.
الكل يعلم أن هواجس أمنية وسياسية هي أكثر المحركات للاتجاه في طريق الاتحاد الخليجي، كما كان الحال في تأسيس مجلس التعاون الخليجي نفسه، لكن المسيرة المتعثرة للمجلس بحد ذاتها تقف دليلا على عدم كفاية هذه الهواجس كأساس لكيان جاد وقوي يجمع تلك الدول في المستقبل! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك