عبد العزيز التويجري مدافعاً عن سامي النصف: نزاهته لا تتجزأ
زاوية الكتابكتب ديسمبر 13, 2013, 12:43 ص 1009 مشاهدات 0
القبس
لم يخذلهم.. لكن خذلوه
عبد العزيز التويجري
• نزاهة سامي النصف لا تتجزأ، فقد انتقد الفساد ولديه وجهات نظر وأفكار مهمة في الإصلاح.
قد لا تضيف هذه الكلمات شيئاً، ولكنها شهادة للحق وللتاريخ بحق الكاتب والكابتن سامي النصف، وأفضّل ان أناديه بهاتين الصفتين، لأن المنصب لا يضيف له شيئاً، ولو أراد المنصب لما استقال من منصب وزير الإعلام بعد فترة وجيزة من تعيينه.
ولست هنا بصدد ارتداء ثوب المحاماة للدفاع من رجل لديه كل مقومات الدفاع الذاتية، بدءا من كونه كاتبا صحافيا، لديه منبره الذي يتحدث من خلاله، ومن كونه ذا شعبية بين الكثير من الزملاء الكتاب الذين «ما قصروا» وقالوا كلمات حق عنه.
الذي يعرف سامي النصف عن كثب، والتقاه قبل المنصب وبعده، يجد ان لدى هذا الرجل روحا ديموقراطية عالية جدّاً، فهو يستمع جيداً للانتقادات التي تطول «الخطوط الجوية الكويتية»، ويتفهّمها، بل ويؤيد الصحيح منها من دون مكابرة.
بداية، فإن من البطولة ان يقبل سامي النصف بهذا المنصب، فلا يخفى على أحد حجم المشاكل التي تواجهها «الكويتية» وحجم الاخفاقات التي مرت عليها، والتي تتربص بها مستقبلاً، وتتمثل صعوبة المهمة في كون سامي النصف ابن هذه المؤسسة، ويعرف أدق تفاصيلها، وهو أكثر الناس قرباً من المشاكل تلك، وبالتالي فان قبوله بالمنصب كان هدفه اصلاحياً بالدرجة الأولى، ربما اعتبر الرجل ان هذا واجب وطني تجاه المؤسسة التي عمل بها، وبالتالي فان تخليه عن هذه المسؤولية هو نوع من الخذلان لها، ولكنهم في الواقع خذلوه، باستثناء الغيورين الذين تقدموا باستقالاتهم تضامناً معه، لذلك فعندما تسلم مهامه كان بمنزلة البنّاء الذي يواجه بناء ضخماً وكبيراً ومهما، لكنه مائل، فهل يهدمه أم يعيد بناءه من جديد؟
ولمعرفتي بطريقة تفكير سامي النصف ومتابعتي له من خلال كتاباته، فانه على الأغلب من النوع الذي لا يفضل الصخب، وليست لديه آليات للهدم، بل ربما فكّر بطريقة التدرج في الاصلاح، والترميم، ولكن الجذري، ومن هنا جاءت الصفقة مثار الجدل، ولن أتطرق الى تفاصيلها، فقد دافع عنها صاحب القضية ووضع الكثير من النقاط على الحروف، ولكن كلامه كان مقنعا الى حد كبير، حين قال ان «صفقة شراء الطائرات التي أوقفت كانت ستوفر على المال العام 60 مليون دينار».
نزاهة سامي النصف لا تتجزأ، فهو كاتب انتقد الفساد كثيراً، ولديه وجهات نظر وأفكار مهمة في الاصلاح، كما انه ليس من النوع الذي جاء الى المنصب بعين فارغة، فهو سليل أسرة عريقة، وتكاد تكون حياته ممتلئة بكل شيء، ولديه ثقافة عالية وفكر مستنير.
المسألة التي نواجهها لا تتعلق بقضية اقتصادية، بل هي بالدرجة الأولى قضية اجتماعية، فكان يتوجب التحري بدقة عن موضوع الصفقة ودراستها جيداً قبل التشهير بها، لأن الكثيرين يريدون ان يصدقوا حتى وان كان الأمر لمصلحة سامي النصف. فهل نتقي الله في تشويه صور الناس؟
تعليقات