ما لذ وطاب !
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان ديسمبر 13, 2013, 1:23 ص 1169 مشاهدات 0
بهجة في النفوس.. سعادة في القلوب .. اشباع حاجة .. من متع الدنيا .. لذة في الأكل .. الإنسان يكدح ويتعب من أجل البحث عن لقمة العيش والبعد عن السؤال .. الطعام في الأفراح والأتراح .. والمشهور من عادات العرب أنهم لا يسألون الضيف عن شأنه قبل ثلاثة أيام من الضيافة .. فإن ذكر الطعام والضيافة والكرم والجود والسخاء نذكر عبدالله بن جدعان يطعم التمر ويسقي اللبن وأرسل في أحد المرات ألفي بعير إلى الشام تحمل البر والتمر والسمن .. الأمثال والكرم تضرب بحاتم الطائي ، وذكر في القرآن الكريم الكثير عن الطعام ، وإنه من المتع التي يتمتع بها الإنسان ، وهل تعلمون ما أول ما يأكله أهل الجنة ؟ الإجابة ' زيادة كبد الحوت ' .
بلداننا امتلأت البطون .. وازدادت الكروش .. وكثرت الأمراض وتحويل النعمة إلى نقمة ، الرسول الكريم أعطانا الوصفة الطبية ولكن لا نطبقها إلا من رحم ربي ' قال : ثلث لطعامه ، وثلث لشرابه وثلث لنفسه ' ، وهو أشرف خلق الله ما عاب الرسول صلى الله عليه وسلم طعاما قط ، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه ، في هذا الزمن الكثير من البشر لا يأكل الطعام إلا بعد التعليق عن الأكل ، فقراء العالم يربطون البطون من الجوع وبلداننا يربطون البطون عن الطعام ! وفي أحد المرات سأل أحد المسلمين المفتي : هل يجوز الصيام بلا سحور أو فطور ؟ بكى المفتي دون إجابه .
وانهي المقال بقصة هذا الرجل و قصة مسجد “ صانكي يدم ' كأني اكلت ” من أعظم المساجد الأثرية في تركيا ، كان يعيش في منطقة فاتح ” شخص ورع اسمه “ خير الدين كججي أفندي '، كان صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق ، وتتوق نفسه لشراء فاكهة ، أو لحم ، أو حلوى ، يقول في نفسه :“”صانكي يدم” “كأنني أكلت” ثم يضع ثمن تلك” الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له.
ومضت الأشهر والسنوات ، وهو يكف نفسه عن كل لذائذ الأكل ، ويكتفي بالأكل القليل الذي يبقيه على قيد الحياة ، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا ، حتى استطاع بهذا المبلغ الموفور القيام ببناء مسجد صغير في محلته ، ولما كان أهل المحلة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير ، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد أطلقوا على الجامع اسم (جامع صانكي يدم) .
عبدالعزيز الدويسان
تعليقات