'اللي نساك انساه '!!

تتفاوت درجات الحرارة هذه الايام من باردة الى ابرد وتصل احيانا للتجمد، وهي حالة تعجز عن قمعها افخر انواع وسائل التدفئة، انها حالة ضعف للجسد يرفع لها الراية البيضاء اقرارا بالهزيمة، لا تجد امامها حلا ان نفع الحل، الا ان تضع رأسك تحت الوسادة ثم تتمنى طلبا للدفء لو أن العلماء يعيدون النظر في نظرية داروين لتتحول إلى ' شاذي ' أو نملة صغيرة تبحث عن السكر أو إلى 'جربوع'يتجربع بين المخيمات او الى سمكة صغيرة هاجرت من ديارها طلبا للرزق لتجد نفسها فريسة لصنارة احد هواة الصيد او ان تتحول الى معاملة تشكل حلما لصاحبها انهكها السفر بين ادراج المسئولين او الى ملف خطير مهمل على طاولة اجتماعات احدى لجان مجلس الامة او الى كشف اولويات اصيبت ركبتيه بغضروف بعد ان فقد البصر او الى عجلة تنمية يسيل لها لعاب متحف اللوفركونها قطعة أثرية .

نكتفي بهذا القدر من 'الخيال الحامض' الذي اهديه كترجمة ميدانية لاغنية ' اللي نساك انساه ' الى كل من الحكومة والمعارضة بشقيها المعارض وغير المعارض، وكل باقي النسيج السياسي عتيج الصوف منه وجديد البريسم، وأقول لهم.. لا يشعر بالبرد الا الذي بوسط العراء مكشوفا، بعد ان قتل حاضره ومستقبله بدم بارد كبرودة يناير..كذلك هو لسان حال البدون ،حينما يخاطبكم...يخاطبكم بدم بارد كحرارة اجسادكم التي فقدت حرارتها واصبحت من كائنات الدم البارد، فهل هناك من يعيد لاجسامكم حرارتها الطبيعية، لتحس وتشعر بالذي حولها على اقل تقدير!!