من المسؤول عن هيمنة الإخوان المسلمين على مجتمعنا؟!.. العيسى متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 600 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  ليس دفاعاً عن الإخوان

د. شملان يوسف العيسى

 

كثرت في الأسبوع الماضي الانتقادات التي وجهت إلى الإدارة الجامعية وعمادة كلية العلوم الاجتماعية على منع فعاليات موسيقية من ضمن أسبوع «أنا إنسان» في كلية العلوم الاجتماعية.. وكانت حجة طلبة كلية العلوم الاجتماعية «الاخوان المسلمين» ادعاءهم بأن الموسيقى واستخدام الآلات الموسيقية حرام شرعاً.
من المسؤول عن هذا التصرف؟ هل هو وزير التربية أو مدير الجامعة أو عميد الكلية؟ هذه القضية برأينا المتواضع المسؤول الأول عنها هم الطلبة الذين انتخبوا كوادر الإخوان لقيادتهم، لست معجباً بالإخوان ولست من المدافعين عنهم لكن دعونا نفكر بالفعل والمنطق من المسؤول عن هيمنة الإخوان المسلمين على مجتمعنا أو دولتنا وتغلغلهم في كل مناحي الحياة؟ هل هي الحكومة أم الحركة المجتمعية أو سلبية المواطن تجاه وطنه وحقه الدستوري في الاختيار السليم؟.
جرت العادة في مجتمعنا أن نلوم الحكومة لأن الحكومة لا ترد وتتقبل كل الانتقادات وتتحملها.. لا ينكر أحد بأن الحكومة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لأنها لم تدافع عن مفهوم مدنية الدولة وسمحت للتيار الديني بالهيمنة على كل مؤسسات الدولة بعد سقوط وأفول التيار القوي لكن يبقى السؤال أين الحركة المجتمعية؟ وأين مؤسسات المجتمع المدني؟ لماذا لا يدافعون عن حقوقهم الدستورية ولماذا لا يدافعون عن الحرية ومفهوم دولة القانون؟.
الديموقراطية سمحت لنا جميعا بأن نختار الأفضل الذي يصلح لتمثيلنا سواء في مجلس الأمة- البلدي- الجمعيات التعاونية- الرياضة ومؤسسات المجتمع المدني، جاءت الاختيارات الشعبية مركزة على الأسوأ في أبناء القبائل والطوائف والإسلام السياسي، لذلك اخترنا الطائفي والقبلي والديني المتعصب من السنة أو الشيعة.
نعود إلى موضوعنا في الجامعة ونطرح السؤال من الذي انتخب واختار الإخوان المسلمين أو ممثليهم في جمعية طلبة كلية العلوم الاجتماعية؟ الذي اختار الإخوان المسلمين ليس وزير التربية ولا مدير الجامعة من اختارهم هم الطلبة أنفسهم الذين يشتكون اليوم من مصادرة الحفلات ومنع الموسيقى والرحلات المختلطة، الطالبات في جامعة الكويت يشكلون اليوم %70 من الجسم الطلابي بمعنى هن الأغلبية الساحقة.. إذن لماذا تختار الطالبات والطلبة الإخوان المسلمين لمدة تزيد على الـ30 عاماً لإدارة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت؟!
إن سكوت وقبول الطلبة بقرارات الاتحاد الاخواني ترك دلالة قاطعة على انتشار علاقة التسلط والرضوخ في حياتنا الاجتماعية وروح الإذعان والاتكالية تنعكس في نهاية المطاف على الحياة السياسية.
لماذا يقبل الطلبة على انتخاب طلبة الاخوان وهم يعون بأن فكر الإخوان لا يؤمن بالديموقراطية ولا بالحرية ولا بالتعددية واحترام الآخر؟ الجواب بسيط وهو شعور الطلبة بالعجز عن المشاركة في اتخاذ القرارات حيث إنهم قد تعودوا على وجود من يتخذ لهم القرارات في جميع جوانب حياتهم الأخرى، ولذا فإنهم يقبلون وجود من يتخذ لهم القرار بالنيابة عنهم في المجال السياسي أو الأنشطة الطلابية.. لعل غياب الديموقراطية في الأقطار العربية أدى إلى انتشار التيار الديني وذلك لغياب الحوار المفتوح الذي يمكّن من كشف خواء الشعارات المرفوعة وتقديم أطروحات ديموقراطية بديلة تواجه القبول أو الرفض في جدل حر مفتوح، وأخيرا على طلبتنا تعلم الثقافة الغربية والديموقراطية التي تعترف بالآخر وتحترمه وتتسامح معه وترفض ثقافتنا العربية التي تنكر الآخر وترفضه وتحاول تحطيمه.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك