دور الشباب لا يزال مغيباً أو موجهاً.. بنظر فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 432 مشاهدات 0


القبس

دولة 'المصالحة'

فوزية أبل

 

• أتمنى إيجاد بيئة صالحة لتخطي الصعاب بعيداً عن الفشل الذي يعانيه سياسيون كثر وتيارات وأطراف.

الكويت التي عبّرت عن حزنها لغياب رمز التحرر الأفريقي نيلسون مانديلا، برزت فيها تقييمات عدة لتجربة الراحل الكبير، بينما تتعثر محاولات إرساء صيغة راقية للتفاعل مع الجيل الجديد، ومع مقومات بناء دولة سيادة القانون، ومستلزمات التنمية الكفؤة.

وهذا إن لم نقل إننا نفتقد سياسيين أكفاء فعلاً، لا قولاً، وإلى قوى سياسية ومدنية جديرة بالإشراف على مصالحة وطنية حقيقية.

نيلسون مانديلا حتى قبل أن يخرج من السجن، كان يفكر في الأسلوب الأمثل لإرساء دولة المصالحة والتفاهم، والاحترام المتبادل بين أبناء شعبه، بعيداً عن روح الانتقام وكوابيس الماضي.

وبالنسبة الى وضعنا في الكويت، فإنني أبدي تفاؤلي في إيجاد بيئة صالحة لتخطي الصعاب، بعيداً عن الفشل الذي يعانيه سياسيون كثر، وتيارات وأطراف، كان يفترض بها أن تضع مصلحة البلاد فوق مصالحها «الذاتية» المضرة بالوطن، واستقراره.

ولا يزال دور الشباب مغيباً، أو يجري توجيهه في منحى لا ينسجم مع المستقبل المضيء الذي يحلم به المواطن الحريص على الإصلاح المتكامل والتنمية المستدامة.

وأخيراً، أجد نفسي متفائلة، كتفاؤل الدكتور العزيز أحمد الخطيب، لا سيما ما طرحه أخيرا («الطليعة»، 12/4) بشأن متطلبات إعادة الحيوية إلى المجتمع المدني، والمبادرات الشبابية على أكثر من صعيد. «وما نشاهده الآن من نشاطات متفرقة لحل مشكلات معينة يعانيها الشباب، هو الطريق الأسلم لعملية الإصلاح.. تجمعات أخذت تتشكل لحل مشكلة يعانونها تطالب بحل لها، وتجاوب السلطة معها، وهم ملتزمون بالعمل السلمي والقانوني. هذا هو المجتمع المدني الذي بدأ يتحرك عندنا، كما هو حاصل في العالم، بعد أن أدرك الجميع أهميته وتميزه عن العمل الحزبي، بكل أشكاله، الذي أصبح عجزه ماثلا للعيان».

والدكتور الخطيب هو من الشخصيات النادرة في مجتمعاتنا، التي استطاعت التأقلم، واستيعاب ومواكبة الفكر الشبابي، وموجبات التغيير.

ولا شك في أن تجربة نيلسون مانديلا المشرقة ستبقى راسخة في نفوس جميع الأناس الطيبين، والأناس الأخيار، في الكويت وفي العالم العربي، والعالم أجمع، وفي نفوس جميع الحريصين على إحلال التفاهم الوطني بدل الأنانيات، والصفقات، والحسابات الهشة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك