السعودية لن تكون وحدها بعد الاتفاق 'الأميركي – الإيراني'.. الشيباني مؤكداً

القبس

المملكة لن تكوني وحدك..!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

نعم لن تكون المملكة العربية السعودية وحدها بعد اتفاقية أميركا مع إيران، وتردد بعض دول الخليج العربي حسب المصالح الآنية والمستقبلية، فهذه الدولة الكبرى لها في صدر كل مؤمن محبة ومودة وعرفان، أولاً: لأنها حامية الحرمين الشريفين ومطهرتهما من الآفات والشركيات والبدعيات، وثانياً: قامت وما زالت برعاية الزائرين من الحجاج والمعتمرين على مدار السنين، من دون كلل أو ملل قربى لله عز وجل، ولهذا هي محفوظة بسبب ذلك، ولو كانت هذه الرعاية في دول أخرى لما استطاعت، ولما صبرت على الاستمرار لنواح كثيرة منها: المال والأمن وتوفير متطلبات الزائرين الكثر، ولعبثت الأفكار الدخيلة على الإسلام والسنة الصحيحة فيها، كما يرى ذلك في دول عربية وإسلامية كيف ابتعد الناس عن المنهل الأول الصافي للدين الإسلامي.

المملكة أول من وقف بحزم وجرأة وقوة مع الشعب السوري ضد نظام الأسد وحزبه ومن يعاونه، ثم تلا ذلك دول الخليج الأخرى بالمساعدات والمؤتمرات المساندة والمعاونة لمسألة سوريا إلى يومنا هذا، وهناك محاولات حثيثة من الجانب الأميركي الإيراني الروسي للوقوف ضد صبر وجلد وحزم الموقف السعودي محاولة زعزعته وصرفه عن ذلك، والوقوف مع المخطط الأميركي العبثي المتذبذب.

لو نفد كل ما في يد المملكة من قوة بأس ووقف الجميع ضدها لبقي بيدها ما يهز عروش العالم، وهو إمكانية إعلان المملكة للجهاد العام في العالم كله ومناداة خادم الحرمين الشريفين خليفة على المسلمين وهذا ما ذكرته من سنين في مقالاتي.

يدرك الغرب كله وأميركا وروسيا حجم هذه الكلمة ووزن المملكة في العالم الإسلامي كله، وميل الشعوب الإسلامية دينياً لها من دون منازع، ولكن لهاتين الكلمتين (الخلافة والجهاد) عند رب العباد علمها ووقتها.

لن تبقى المملكة وحدها ما دامت على عهدها ووعدها بحماية المقدسات والدفاع عن المنكوبين من العرب والمسلمين في الأرض كافة، ولن يتخلى عنها أهل الإسلام أبداً مهما عظم الأمر وبلغت المصائب بالأمة ما بلغت. والله المستعان.

* * *

• الأحرار.

«ليس للأحرار ثمن إلا الكرامة فأكرموا الأحرار تملكوهم».

(مرعي الحنبلي)