لماذا وضعنا السياسي متشنج دائماً؟!.. سلوى الجسار متسائلة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 21, 2013, 12:57 ص 617 مشاهدات 0
الوطن
رؤيتي / سياسة X سياسة
د. سلوى الجسار
يبلغ عدد سكان الكويت 3719000 (ثلاثة ملايين وسبعمائة وتسعة عشر ألف نسمة) حيث يشكل الكويتيون 1185000 (مليوناً ومائة وخمسة وثمانين ألف نسمة) بنسبة %31.9 من إجمالي عدد السكان، ويشكل الشباب نسبة %60 حيث تعتبر فئة الشباب الأكبر. ووفقاً للاحصاءات تحتل الكويت ولله الحمد الأولى في المنطقة استخداماً لمواقع الاتصال الاجتماعي حيث بلغ عدد التغريدات عبر توتير باللغة العربية من فئة الشباب من الكويتيين فقط (17 مليون) تغريدة يوميا ناهيك عن فيسبوك وغيره. ولا أعلم كم المبالغ التي تدفع يوميا لهذه التغريدات فهنيئاً لشركات الاتصالات والهواتف. فالسؤال يا ترى كم من التغريدات مرتبطة بالوضع السياسي من (17 مليون) تغريدة؟ وكم من التغريدات لا يحالفها الصدق ومليئة بالاشاعات والكلمات الخارجة عن الآداب العامة؟ نشرت كونا ان خبيرين في مجال شبكات التواصل الاجتماعي حذرا من الأخطار المترتبة على إساءة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، كما ذكر بعض المحامين الآثار السلبية المترتبة على سوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من الشباب ووجود الكثير من القضايا المرفوعة ضد المغردين ومنها التطاول على الذات الأميرية والتشهير بالأفراد والشخصيات البارزة. ولقد أكد ممثل شركة تويتر في أمريكا في مارس 2013 إن نسبة مستخدمي توتير في الكويت بلغت %85 من عدد السكان وهي نسبة كبيرة. العجيب انك إذا نظرت يميناً أو يساراً أو أماماً في أي جلسة أو ديوانية أو اجتماع أو لقاء لا تجد الا الحديث عن السياسة حيث أصبحت السياسة مهنة لمن ليس له مهنة، وهذا مكمن الخطورة عندما يكون الحديث ان فلاناً قال أو قالوا ان فلاناً.. يقول.. بل أصبح التنافس بين الأسرع في نقل الخبر دون التأكد من صحته ومعرفة مصدرة. لقد كثر النشطاء السياسيون ومحللو السياسة والناقدون السياسيون ومحللو الاستراتيجيات السياسية وخبراء السياسة. فالسؤال: إذا كنا نحب السياسة ومنشغلين بالسياسة إلى هذا الحد، لماذا وضعنا السياسي غير مستقر ومتشنج ودائما نعيش في تصادمات ومواجهات؟ لقد انشغل أغلب أفراد الشعب سواء في أعمالهم وأثناء قيامهم بواجباتهم الأسرية أو المهنية بمتابعة ومراقبة أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية، واحتلت السياسة جزءاً كبيراً من التفكير اليومي بل سيطرت على المشهد الحياتي حتى عند طلبة المدارس في المراحل الابتدائية والمتوسطة. نعم إن العلم بالوضع الحالي والمستقبل السياسي للوطن أمر مهم ويعكس مستوى الوعي للأفراد، ولكن يجب ان يعطى المتخصصون في المجال السياسي الفرصة للعمل في مجالهم وان يركز كل صاحب اختصاص في مجاله حتى ينجز ويبدع به دون الاعتماد على خبرات أجنبية تساعدنا على النمو والتطوير. ان وضعنا الاقتصادي والاجتماعي والمالي والتربوي بحاجة إلى كوادر وخبرات ادارية وفنية ومهنية متخصصة من أفراد المجتمع وهم موجودون ولكن بحاجة إلى الدعم والتشجيع، وليركز كل في مجاله دون القفز على المجالات الأخرى لأجل تطوير الوطن والنهوض به وحفظ أمنه واستقراره، مع الدعاء بان يحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه وينعم علينا بالأمن والاستقرار اللهم آمين.
تعليقات