بوسة-سامحونا!!

كلام و سوالف

2025 مشاهدات 0


لا أدري متى سيعود رفات آخر شهيد كويتي في العراق فذلك يعتمد على جهود اللجنة الاممية التي عينها مجلس الامن من اجل هذا الغرض ومن أجل إرجاع الممتلكات الكويتية في العراق , ولكن وعلى كل حال وإلى ذلك الحين فعلى بعض الكويتيين وعلى رأسهم الفنان عبدالله الرويشد أن يتحلوا بقليل من الاحترام ليس من أجل فقط ذكرى الشهداء والأسري ومن تعرض للتعذيب بيد العراقيين بل من أجل الكويت البلد ' المأكولة والمذمومة ' كما يقول المثل الشعبي .
فلا يجوز للرويشد ولا لغيره ممن رضعوا من ثدي الكويت حتى الثمالة أن يحاولوا أن يدفعوا الكويتيين دفعا نحو التطبيع الكامل مع دولة قامت بغزو بلدهم بكامل قواها العقلية وليس كما يقال خوفا ورعبا من الديكتاتور صدام حسين.
ولا يجوز أن يتم ربط مصيرنا كدولة وكشعب بشعب وبلد متقلب المزاج والمواقف نتيجة لظروفه المأساوية منذ قرون طويلة لمجرد أن البعض قد شعر بالحنين لزمن الاندماج الاهوج مع العراق في مرحلة الثمانينات ويعودون بعد ذلك ونتيجة لمشاعر شوق خاصة مع جار الشمال
في برنامج ' العراب ' على قناة ال MBC وهو برنامج سخيف وتافه يمجد بكل ما هو مائع من شباب العرب كي يكونوا قدوة لجيل ضائع وتافه , في هذا البرنامج نطق الفنان عبدالله الرويشد بالبهتان وتكلم بلسان عراقي 'مبين' وضرب بمشاعر الكويتيين كلهم بعرض الحائط حين قال وبسخافة للفنان العراقي ماجد المهندس والذي شاركه الحلقة كضيف آخر عبارة ' مثلك يسامحني اذا بحقه اخطيت... عمر الشجر ما ينكر جذور قاعه'وهي كلمات اغنية للرويشد غناها معه هذا الفنان العراقي الآخذ نجمه بالصعود رغم كل مآسي الشعب العراقي .
'يعقب ' و'يخسي ' كل من يعتذر للعراق إن تلميحا أو تصريحا أو عبر برنامج فني ورياضي فالخطأ لم يبدر من الكويت إلا إذا كان الرويشد يعتقد بصحة إدعاءات العراق في يوليو 1990 بأن الكويت والامارات تنفذان خطة محكمة لخفض سعر النفط والتأثير بالتالي سلبا على الاقتصاد العراق الذي خرج للتو , حينذاك, من حرب الخليج الطاحنة مع إيران وهي الادعاءات الظالمة اتي تضمنتها المذكرة المشؤومة التي رفعها العراق آنذاك إلى جامعة الدول العربية وعلق عليها صدام حسين بالقول قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق .
إذا كان الرويشد يعتقد أن الكويت أخطأت فهذا شأنه ولكن ليس له وهو يحمل الجنسية الكويتية أن يقول لعراقي , أي عراقي,' مثلك يسامحنى إذا بحقه أخطيت' فالعراق وليس فقط صدام حسين ونظامه , لا يزال شوكة تؤرق الخاصرة الكويتية طالما تضمنت جهلة ومغلمرين لا يزال حلم بلع الكويت يراود مخيلتهم بين حين وآخر .
يقول الرويشد وهو يربت على كتف الفنان العراقي ' عمر الشجر ما ينكر جذور قاعه ' .
'ردينا ...'.
هل رجعنا مرة أخرى لهذا الخطاب البسماركي السليط ؟.
وهل رجعنا للغة الفرع الأصل التي جعلها العراق بقيادة صدام حسين في العام 1990 مبررا لغزو الكويت ولكن هذه المرة بلسان كويتي وعبر صوت فنان يمثل الكويت ضمنا لدى مجاميع كثيرة في الوطن العربي .
وما هو المقصود بأن الشجر لا ينسى جذور قاعه ؟
فهل العراق مثلا جذور للكويت ؟
أم ان الرويشد قد تورط في هذا المقطع فحاول ان يقوله بتلقائية عل وعسا أن تمر المسألة مرور الكرام .
يا بو خالد .
يا عبدالله الرويشد ليتك إكتفيت بهذا وسكت , ولكنك قلت في هذه الحلقة كلاما غير مسؤول لا يحق لك ان تنطق به لسبب منطقي وهو أن أهل الكويت لم يعطوك توكيلا رسميا للتحدث مع العراق بدلا عنهم والقول ' ان الشعبين الكويتي والعراقي يجمعها الكثير وانهما من أصل مشترك '.
'يجمعهما الكثير ومن أصل مشترك ' !!!
يا الله كم كانت ثقيلة هذه العبارة على كل كويتي لازالت الغيرة تدب في عروقه وهو يسمع مثل هذا الكلام السطحي الممجوج, فمنذ متى كان الكويتيين والعراقيين يجمعهما أصل مشترك ؟ فالإختلافات بينهما إلى ما لا نهاية فحتى صفات الأرض الطبيعية تتغير ملامحها منذ أن تغادر الحدود الكويتية وكل ما هو كويتي وعراقي مختلف جدا .
أما الأصل مشترك فذلك يصح الشعب البحريني والشعب السعودي وقطر والامارات وعمان إلى حد ما أما العراق فلا يوجد أصل مشترك مهما حاول البعض أن يخلط بين مسألة تجنيس بعض العراقيين المقيمين في الكويت في مرحلة لاحقة وبين توزع قبائل أو عوائل من أصل واحد بين بلدين نتيجة لتداخل الحدود .
الكويت والعراق يجمعها الكثير نعم ولكن أي كثير ؟
الكثير من العداوة العراقية غير المبررة والكثير من محاولات التهميش من قبل العراق ومنع الكويت من الالتحاق بالمنظمات الدولية .
الكثير من لاعتداءات الصامتة والمباشرة والسافرة كما في غزو الكويت العام 1990 .
إذن التاريخ بين الكويت والعراق مليء بكل ما هو مختلف ولا عزاء لمن يخلط الأمور في تصريحات عامة تريد أن تثبت أشياء غير ثابتة كالرويشد أو كغيره ممن يهرولون للتطبيع مع العراق وفق نظرية ' وردت حليمة , خاتون, لعادتها القديمة '.
قد يتساءل البعض عن السبب في طرح الموضوع ضد الرويشد بهذه الصورة ؟ وعن السبب في المبالغة في التفسير وعن الاسباب الحقيقية لما يكتب ضد الرويشد .

نقول لكل هؤلاء إرتاحوا وضعوا في بطونكم بطيخ صيفي , حمراء اللون ولا تحتوي بياضا إشتهر بالظهور البطيخ هذه الايام , فالخطيئة التي وردت على لسان الرويشد واتي التي ذهل منها الكويتيين ممن تابعوا هذا البرنامج كانت لتصيب بلعنتها كل من نطق بها ولو كان أقرب المقربين لصانع القرار في الكويت .
يا عبدالله الرويشد إعتذر من أمك الكويت ولا تصير جاحد فعبء تقديم الاعتذار يقع على النظام السياسي في العراق أيا كان فمستقبل الكويت وشعبها لا يجب أن يكون قربانا لمصالح ضيقة .
وكيلا يزعجنا البعض بالقول أن المرحلة تغيرت وأن العراق الجديد قد إختلف عن عراق صدام حسين نريد فقط أن نؤكد أن الاطماع العراقية لن تهدأ بالا ومن الحكمة ان نخوض في مسألة العلاقة مع العراق بنهج الصراع والتحدي الند للند معتمدين على رغبتنا الصادقة ككويتيين في السلام , وعلى قدرة المفاوض الكويتي من منع أي محاولة دبلوماسية عراقية لتهميش الكويت في مسائل مفصلية وجوهرية بالنسبة للعراق .
الكويت يتم طعنها بهدوء وبلذة وبجحود.

مأخوذ عن مدونة داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك