عبد العزيز التويجري يتساءل: أين المؤسِّسون لبيت العثمان التراثي؟!

زاوية الكتاب

كتب 674 مشاهدات 0


القبس

خيبوا آمالنا!!

عبد العزيز التويجري

 

• أين المؤسِّسون لبيت العثمان التراثي ممن استُعين بهم في البدايات؟

من باب الطرح الموضوعي، وقبل الدخول في متن الموضوع المراد طرحه، سوف أورد هذه الفقرة من مقالة، سبق أن نشرتها على هذه الصفحة بتاريخ 2013/2/17 عن بيت العثمان التراثي، وقلت من خلالها:

«إن ما يقوم به اليوم فريق «الموروث الشعبي الكويتي» يعد التفاتة وعي كبيرة تجاه تاريخ الكويت، وقد بدأت نتائج عمل هذا الفريق التطوعي تظهر على أرض الواقع من خلال إحيائه الأماكن الأثرية التي كانت منسية، ومنها: «بيت العثمان» في حولي الذي يقومون بتحويله إلى متحف. وهذا البيت هو لصاحبه المرحوم عبدالله عبدالعزيز العثمان، الذي كان أول الكويتيين ممن بنوا بيوتهم خارج السور في عام 1947، ويعتبر قيمة تاريخية كبرى ومركزاً تراثياً يجسّد طبيعة الحياة في الكويت في تلك الفترة وحتى أواخر الستينات. هذه الخطوة تعد مهمة جدّاً في الكويت التي استغرقتها الحداثة حتى كادت أجيال اليوم لا تعرف شيئاً عن موروث أجيال الأمس، ولدينا في الكويت أماكن كثيرة لها ذكريات في أذهان الناس، وبالتالي فإن الاهتمام بها ع‍لى هذه الوتيرة سوف يجعل السياحة الداخلية نشطة جدّاً».

واليوم، وبعد مرور قرابة العام على افتتاح بيت العثمان الذي ربما اهمل فيه ابناء عبدالله العثمان بيوم الافتتاح بجلوسهم في المكان اللائق بهم او التعريف البسيط بالمنزل، نجد أننا بحاجة إلى مراجعة كثير من الأمور، ومثلما أشدنا من قبل بهذه الخطوة، فإن من الوعي أن ننتقد بعض السلبيات الموجودة. منها سؤالنا: أين المؤسسون لهذا البيت ممن استُعين بهم في البدايات، مثل صالح المسباح، هاني العسعوسي، فهد العبدالجليل، نواف العصفور؟! فقد غُيّبوا ولم يعد لهم الدور الأمثل الذي حققوه في الخطوات الأولى، فهل يصح أن نستنفد طاقات الناس ثم نهملهم؟! لا بد من رد الاعتبار الى هؤلاء المؤسسين، وأن يستمر دورهم الذي جعلوه دوراً قصيراً رغم ما يتمتع به هؤلاء من خبرات تراثية كبيرة.

الأمر الآخر أن الأمانة العامة للأوقاف تنفق على مستلزمات البيت، ومن المفترض أو لنقل الأفضل لو أن الأموال التي تنفقها الامانة العامة للأوقاف تذهب الى الأعمال الخيرية والإنسانية، وينفق على البيوت والأماكن التراثية من موارد أخرى، لأن المنزل يدخل في نطاق التراث الترفيهي حالياً، أي نوع من السياحة التي أؤيدها، ولكن على ألا تذهب أموال الوقف إليها، بل أن نوجد سبلاً اخرى للإنفاق عليه.

إن الدخول إلى البيت برسوم - وإن كانت رمزية - يعد منها، إلا أنه، ومن باب تشجيع السياحة، يفترض أن يكون الدخول مجاناً، فنحن نريد للناس، خصوصاً للأجيال الجديدة، أن يتعرفوا على تراث الأجداد وطريقة حياتهم وأن نمد لهم جسور التواصل مع الماضي.

في داخل بيت العثمان اليوم أشياء ليست من تراث الكويت.. الكويت الواقعية. وحتى العرس الذي جرت مراسمه داخل البيت لم يكن مطابقاً بكامله للتراث.

كنا نأمل من القائمين على هذا الصرح المهم أن يصنعوا منه معلماً يليق بتاريخه، لا أن يستخدم بهذا الشكل الهزيل!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك