الصراعات الطائفية العربية تنمو بسرعة مهلكة.. ناصر المطيري مستنكراً
زاوية الكتابكتب فبراير 19, 2014, 1:19 ص 534 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / الجهاد بعباءة مذهبية..
ناصر المطيري
من يراقب المشهد العربي والإقليمي في الزمن الراهن يدرك أن الشعوب والحكومات العربية انجرفت وراء تيار من الصراعات الطائفية والحروب القذرة وهو تيار ينمو بسرعة مهلكة، وقد حلت تلك الحروب المذهبية النتنة محل ثورات الربيع العربي وكأنها المخرج من المأزق الذي واجهته بعض الأنظمة العربية.
والحروب المذهبية هي أقذر الحروب وأبشعها، لأن كل طرف من طرفي الحرب المتصارعين مذهبيا يعتقد أنه المسلم الحق، وخصمه كافر أو ضال، وعلى هذا الأساس تكون الحرب فتاكة، والنهاية التي يراها كل طرف هي إزالة الآخر من الوجود إرضاء لله. وشيء من هذا يجري الآن في مواقع عدة من محيطنا العربي والخليحي.
فها هي سورية تتوسع فيها الحرب القذرة التي حولت الثورة الشعبية إلى حرب بين ملل وطوائف وكل فريق يزعم أن قتلاه من الشهداء. توسعت وتتوسع الحرب المذهبية في سورية باستخدام طائفي من الخارج، الشيعة من حزب الله وعراق المالكي ومن إيران حيث مركزية الشيعة السياسية اليوم، والسنة من لبنان والخليج وتتوسع دوائرها لتشمل عالما واسعا من التاريخ والشعوب فيأخذ الصراع بعدا لم يكن له. كان مجرد شعب يثور على حاكمه وقد طال حكمه وظلمه. نجح الأسد في توسيع المواجهة ونجحت طهران في إلقاء عباءتها المذهبية عليه، فجاء رد الفعل على الطرف الآخر بطيئا ولكن دوائره تتسع ويذهب بعيدا أيضا في كل مواقع الإسلام السني. الطرف الشيعي سبقت تعبئته من طهران بحثا عن دور وموقع ودفاعا عن مشروعها المركزي، أما الطرف السني فلا مركزية له، وهو الأوسع والأكبر والأكثر عددا وإمكانات. كان رد الفعل بطيئا غير أنه بدأ يتشكل ويدخل أرض المعركة بعنوان الجهاد..
والصورة ليست ببعيدة عن سيناريو الحرب الدائرة في اليمن بين الجيش الحوثي الشيعي الذي تديره أصابع خارجية من وراء ستار والقوى السلفية السنية في أقاليم ومدن اليمن من صعدة إلى صنعاء، وهنا أيضا يتم استخدام قوى الطرفين من حوثيين وسلفيين من جانب قوى الصراع في اليمن وخارجه من أجل تنفيذ أجندات إقليمية متمددة مذهبيا، أو تحقيق غايات وطموحات حكم لقادة سياسيين.. فأصبحت الساحة اليمنية تجسد فصلا من فصول الصراع المذهبي والحروب القذرة في المنطقة.
لن تنتهي تلك الحروب المذهبية بنتائج حاسمة لطرف على آخر بل هي سوف تجني الخراب للبشر قبل الحجر وتجلب الهيمنة الأجنبية على دول المنطقة التي سوف تصبح عاجزة عن وقف تيار الحروب المتنامية التي تغذيها الفتن المذهبية والفتاوى الدينية السياسية..
تعليقات