عن عنف البدون والإنسانية المفقودة!.. يكتب شملان العيسى
زاوية الكتابكتب فبراير 26, 2014, 12:39 ص 1489 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / 'البدون' واللجوء للعنف
د. شملان يوسف العيسى
نشرت الصحف خبر استخدام قنابل المولوتوف والالعاب النارية ضد رجال الامن والدوريات اضافة الى اشعالهم النار في حاويات القمامة والاطارات وضربهم العسكري في الجيش عندما حاول ازاحة احدى الحاويات عن الطريق واصابته باصابات بليغة استدعت نقله الى المستشفى.
كنا ولا نزال نؤمن بان من حق اي انسان التظاهر سلمياً اذا كان لديه قضية او تظلم او احتجاج يريد لفت انتباه الرأي العام اليها.. لكن ليس مسموحاً لاحد سواء كان من المواطنين أم المقيمين أم البدون اللجوء الى العنف مهما كانت التبريرات والاعذار.
اخوتنا البدون سمح لهم بالتظاهر سلمياً برفع الاعلام وصور رموز الدولة والشعارات المكتوبة التي توضح مطالبهم.. وبعد فترة طويلة لوحظ تطور أساليب احتجاحاتهم إذ بدأوا بالقاء الحجارة والزجاجات الفارغة وحرق التايرات وكل ما تحمله يدهم والقاؤها في وجه رجال الامن خلال مظاهراتهم الاحتجاجية.
السؤال، لماذا اللجوء الى العنف؟ خصوصاً هذه الايام؟ التي نحتفل فيها بالاعياد الوطنية.. هل السبب يعود الى تواجد الاعلام الدولي؟ ام ان جهات لا تريد الخير والاستقرار لهذا البلد حركت هؤلاء الشباب للتظاهر واستعمال العنف؟
سألت احد الاصدقاء من فئة البدون عن السبب الحقيقي وراء هذا التحول واللجوء الى العنف؟ ولقد اوضح لي ان مظالمهم طويلة وانه ولد في الكويت وهو من الجيل الثالث وان من حقه ان يعامل معاملة انسانية تليق به كانسان خصوصا وان ابناء عمته كويتيون.. هنا استوقفته واوضحت له انه لم يجب على السؤال المطروح وشرحت له ان قطاعاً كبيراً من المواطنين يتعاطفون ويقرون بان ما حصل خطأ وظلم تاريخي وان الحكومة والمجلس يحاولون وضع حلول عملية للمشكلة.. هنالك لوائح بأسماء من يستحقون الجنسية وما هي الا عملية وقت تحتاج الى صبر، لكن لأي يمكن لا مواطن كويتي ان يقبل او حتى يتفهم اللجوء الى قنابل المولوتوف الحارقة كاسلوب للتعبير عن المظلومية والاحتجاج.
الجميع يتساءل اذا كان البدون يلجأون للعنف والحرق وهم غير مواطنين فكيف بالك يريدون الجنسية وهم يحرقون البلد قبل تسلمها.
على اخوتنا البدون ان يفهموا بان الشعب الكويتي شعب طيب ومسالم ولا يمكن لاحد منهم ان يقبل الاعتداء على رجال الامن وتعرض هيبة الدولة والنظام للمساءلة من اجل تحقيق بعض المطالب، نحن نعيش في دولة صغيرة مسالمة نرفض اللجوء للعنف مهما كان مصدره ومبرراته ومظلوميته.
المنطقة من حولنا تعج بالعنف الطائفي والتعصب الديني مما ادى الى احتراق وبدء الحروب الاهلية في بلاد كبيرة ومتحضرة في السابق مثل مصر وسورية والعراق وليبيا ولبنان واليمن والصومال وتونس.. نحن في الكويت نعيش نعمة الحرية والديموقراطية والاستقرار والرخاء الاقتصادي ونتحسر على الحال التي وصلت اليه بلادنا العربية بسبب غياب الحرية والديموقراطية وعدم احترام الآخر واستغلال بعض الجماعات الاسلامية العربية لاغراض سياسية.
واخيراً نتخوف ان تستغل بعض الجماعات الارهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة بعض الشباب من البدون أو غيرهم لتنفيذ عمليات ارهابية في الكويت. لذلك على الجميع الالتزام بالبيان الذي اصدرته وزارة الداخلية الذي يحذر اهالي البدون من التمادي في المظاهرات واللجوء للعنف.
واخيراً نأمل ان تكون احتفالاتنا بالاعياد الوطنية مليئة بالفرح والسرور والسعادة بعيداً عن كل ما يعكر السلام في ربوع وطننا.
تعليقات