كيف لا ينفجر البدون والحكومة عاجزة عن حل قضيتهم؟!.. محمد جوهر حيات متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 1826 مشاهدات 0


الراي

سوالف  /  بدون حياة!

محمد جوهر حيات

 

قد يعيش المرء تعيساً من دون طموح وتعليم وعمل وتطبيب وقد يتكيف مع تعاسة الحياة من أجل العيش والبقاء فقط، متأملاً نوعاً ما بتطورات وتغييرات إيجابية عبر السنين والأيام، وقد يتحلى المرء بالصبر والتحمل بانتظار الفرج في وطن اشتهر بحب الخير وممارسة العمل الخيري بتقديم المساعدات والمنح المليارية لإغــــاثة الشعوب والحكومات الشــــقيقة والصديقة المحــــتاجة لتلك المساعدات من أجــــل أن مــــواجهة أخــــطار وعــــراقــــيل الحـــياة!

غريب أمر حكومتنا الرشيدة دائماً تنظر إلى ردة الفعل ولا تنظر وتبحث في سبب قيام ونشوء ردة الفعل نفسها وهذا ما حدث حول مظاهرات البدون في تيماء والصليبية المنطقتين المعزولتين عن الوزارات والمنشآت الحيوية وأماكن تجمع الاحتفالات الوطنية! فشاهدنا قمع وزارة الداخلية لهذه التجمعات السلمية التي تشوبها بعض التصرفات الفردية النادرة التي لا يمكن لنا تعميمها على بقية المتظاهرين السلميين من إخوتنا البدون، فتصريح وزير الداخلية خير دليل على عدم اهتمام الحكومة بأسباب انفجار هذه الفئة من البشر باختيارهم وسائل التعبير المختلفة لتوصيل معاناتهم الإنسانية التي صبروا عليها حتى مل الصبر من صبرهم! فأكد وزير الداخلية بأن تلك المظاهرات ما هي إلا من بعض الشباب المراهق وطلبنا من أهلهم تربيتهم لا أكثر!!

هل أصبح كل متظاهر بنظر الحكومة بأنه مراهق وأهوج ولا يفقه؟ أما أن كل من يعترض على الحكومة التي هجرت ملف البدون كل تلك السنين دون تقديم حل عقلاني مناسب تعتبرهُ حكومتنا الرشيدة غوغائي ومزعزع لأمن الوطن؟

حكومتنا الرشيدة كفاكم مكابرة وحان وقت اعترافكم بالتقصير وعجزكم كل تلك السنين عن حل قضية البدون التي بعثرتم ملفها بسبب بعض الترضيات والحسابات السياسية، قلتم بأنكم تملكون جنسيات أغلبهم ولم نرَ منكم دليلا على مر السنين! وقلتم بأنكم ستجنسون المستحق منهم لنيل الجنسية ولم نرَ ذلك على أرض الواقع! وأنشأتم جهازاً لحل أوضاعهم وعاما بعد الآخر تسوء أوضاعهم من دون حل منكم ولا هم يحزنون!

كيف لا ينفجر البدون وكيف لا تكون لهم ردات فعل؟ وهم مازالوا معلقين بالحياة ينتظرون الفرج ويلحقون الأوهام ويتتبعون تصريحاتكم وأقوالكم الخالية من الأفعال؟ فطال انتظارهم وانقضت المدة بأنظارهم فقد صبروا بما فيه الكفاية وتأملوا كثيراً وناشدوا تكراراً ومراراً ولا حياة لمن ينادون من حكومة فاقدة للحس الإنساني المسؤول وبرلمان (كلمنجي) يقول ما لا يفعل وقـــــوة وتيارات سياسية انتهازية لا تملك سوى التصريحات الرنانة والخطب الحماسية وفن المصالح الشخصية! أسألكم بالله يا حكومة ويا مجلس ويا تيارات سياسية كيف هي حال أم الشهيد البدون الذي أفنى حياته في سبيل هذا الوطن الذي لم ولا ولن يعترف به يوماً؟!

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار ووفق وطننا وازرع الإنسانية في قلوب وعقول مسؤولينا فالظلم ظلمات يا بشر، وكفاهم وهم بدون حياة!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك