'أصوات النشاز' تحتاج منا الوقوف أمامها.. برأي سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1352 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  الصوت النشاز

سامي الخرافي

 

دائما ما نستعيد ذكريات الغزو سنة 1990 في مثل هذه الأيام، وما حصل فيها من أحداث خلال السبعة أشهر السوداء التي عاشتها الكويت آنذاك، الى ان منّ الله علينا بنعمة التحرير سنة 1991، وتجد السوالف تنحصر بين المواقف المضحكة والمبكية معا، وبهذه المناسبة، مناسبة العيد الوطني وعيد التحرير نرفع اسمى أيات التهاني والتبريكات لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وولي عهد الامين وللشعب الكويتي، متمنين أن يعم الخير والامان ديرتنا الحبيبة الكويت.

وفي أثناء تجاذب اطراف الحديث عن تلك الأيام «الله لا يعيدها» ، فإذ بأحد الشباب المتحمس «حبتين» كانت له وجهة نظر غريبة لم تقنع الكثيرين ممن كانوا في الديوانية، حيث ذكر ان ما حصل اثناء الغزو قد استفاد منه بعض المواطنين، وفئة أخرى من وجهة نظره لديها ثروات طائلة في الخارج فلا يهمها متى سترجع الكويت وغيرها من الامور التي تجعلك تستغرب من عقلية هؤلاء النكرة، وكيف تم غسيل مخها بسهولة.

ولقد تصديت له بعد أن استأذنت من صاحب الديوانية، واحتراما للمكان الذي أنا فيه طلبت أن أرد عليه وكان لي ما أردت ، فبدأت بأسلوب هادئ ومنطقي مدعما بالحجج والبراهين، حيث ذكرت له الآتي:

مؤتمر جدة الشعبي الذي عقد في المملكة العربية السعودية في شهر أكتوبر سنة 90، وتواجد جميع فئات وشرائح المجتمع الكويتي والتي اجتمعت مع القيادة السياسية الكويتية والتي كان مقرها في الطائف آنذاك، حيث كانت جميعها موقفها واحد مع عودة الشرعية الكويتية، فأين هم هؤلاء الذين زعمت انهم يتمنون عدم عودة الكويت؟

سعى الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين بكل ما أوتي من قوة لشراء ولاءات الكويتيين فلم يجد إنسانا واحدا يتعاون معه، فقام بافتعال ما يسمى الحكومة الكويتية المؤقتة كنوع من الدعاية بأنها طلبت منه الهجوم على الكويت، فلماذا لم يتعاون معه من تزعم بأنهم لا يريدون عودة الكويت؟

جميع الكويتيين سواء في الداخل أو بالخارج، كانوا يدا واحدة، وعملوا ليل نهار من أجل ايصال صوتهم ورسالتهم لدول العالم وقد وصل ولله الحمد، وتم تحرير دولة الكويت ولله الحمد .

كلمة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، في الامم المتحدة في شهر سبتمبر سنة 1990 وكلمته التي هزت وجدان كل صاحب ضمير، ودموعه التي جعلت الجميع يقف ويصفق احتراما وتعاطفا مع هذه الشخصية المميزة وصممت على تحرير دولة الكويت وقد حصل ولله الحمد.

دور سمو الامير الوالد «الشيخ سعد العبدالله» رحمة الله وما قام به من جهود يعجز اللسان ان يعدد جهوده الجبارة «بطل التحرير» واستحق هذا اللقب بجدارة لدوره الكبير في عملية تحرير الكويت.

كان الكويتيون في الداخل على اختلاف مذاهبهم وجنسياتهم وشرائحهم كالنسيج الواحد وكانوا على قلب رجل واحد، عملوا بكل المهن من أجل تسيير الامور على أكمل وجه، وكانت الانانية معدومة وظهرت بدلا منها التضحيات والتعاون.. الخ. أين هؤلاء الذين تزعم أنهم لا يريدون دولة الكويت؟!

الشهداء الذين دافعوا عن الوطن واختلطت دماؤهم بتراب الكويت، وكان هؤلاء يتمنون لجميع فئات المجتمع، أليس ذلك دليل على تضحية أهل الكويت في سبيل تحرير دولة الكويت؟!

العلاقات المميزة التي كانت تربط الكثير من رجال الاعمال الكويتيين مع أصحاب القرار السياسي الغربي، كانت لها الاثر الكبير في توصيل الصوت الكويتي بسهولة بحكم علاقاتهم وقربهم من أصحاب القرار السياسي في تلك الدول، ماذا تسمى ذلك؟

المساعدات الانسانية من أهل الخير في الكويت والتي كانت تصل لجميع دول العالم قد توقفت بسبب العدوان العراقي، ودعاء الكثير منهم بدعاء خالص وصادق بعودة الكويت كما كانت لان الايادي البيضاء قد انقطعت عنهم، والكثير منهم قد حس بمعاناة حقيقية نتيجة ذلك، ماذا تسمي هذا؟

مبالغ الإعاشة والتي كانت تصل لكل كويتي سواء كان داخل الكويت أو خارجها حتى يستطيع أن يسير أموره اليومية، لا تستطيع أي دولة في العالم القيام بهذا الدور، وكانت تصل بشكل مستمر اينما كان الكويتي متواجدا، ماذا تسمي ذلك؟

وقوف دول مجلس التعاون الخليجي وقفة واحدة مع الحق الكويتي، وتسخير جميع امكانياتها للكويتيين، وهذا ليس غريبا على إخواننا الخليجيين، وكذلك الكثير من الدول العربية الاخرى وعلى رأسهم جمهورية مصر العربية الشقيقة والتي احتضنت الكثير من الكويتيين آنذاك.

وفي الختام: قلت له: كل إنسان يمثل نفسه، فالإنسان بلا وطن لا كرامة له، ومن هنا فإن هناك بعض «اصوات النشاز» التي لا يهمها غير زرع الاحباط والتشكيك في كل أمر، فتحتاج منا الوقوف أمامها وإقناعها بكافة السبل من اجل توضيح الحقيقة وترجع الى صوابها مرة أخرى، علما بأن هذا المتحمس من مواليد الغزو لم ير ولم يشاهد ماجرى في تلك الايام، بل مجرد انه يسمع الاقاويل والاشاعات ويقوم بترديدها دون التأكد من صحتها ومصداقيتها.

فالكويت منذ نشأتها قامت على الحب والتعاون والتفاهم، ونبذت الفتن والطائفية، فسكان الكويت بمختلف طوائفهم عاشوا وتربوا على مفهوم واحد «الكويت للجميع»، فأتمنى من وزارة الإعلام ترسيخ مفهوم المواطنة الحقيقية من خلال تكثيف برامجها المتنوعة،

آخر المطاف: وصلتني شكاوى عن بعض المسيرات غير المرخصة والتي عملت على إغلاق مداخل بعض المستشفيات «الاميري، الصباح» والتي سببت الكثير من المشاكل للموطنين والمقيمين، فتحولت فرحتهم الى معاناة حقيقية بسبب ما حصل لهم من إعاقات للوصول لغايتهم، فأتمنى من المسؤولين في وزارة الداخلية التشديد على ذلك ومخالفة كل من يقوم بمثل هذه الامور مستقبلا، والعمل على تحديد اماكن محددة يتم فيها الاحتفال ومن يخالف ذلك ترصد له مخالفة كبيرة عقابا له.

كما أحب ان اوجه شكرا خاصا لكل من شارك بفرحة الكويت بأعيادها الوطنية لمختلف الدول والجنسيات، وحتى موقع «جوجل» الشهير احتفل معنا بهذه المناسبة، كم انتِ مميزة ياديرتي الكويت ومحبوبة من الكل.. «منهو مثل الكويت».

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك