علي الذايدي يكتب عن لصوص الماضي والحاضر في الكويت!
زاوية الكتابكتب مارس 2, 2014, 1:17 ص 1239 مشاهدات 0
عالم اليوم
بلا عنوان / لصوصنا ولصوص المواسير
علي الذايدي
منذ الأزمان الغابرة تواجد اللصوص، ومع الزمن تطورت أساليبهم لنهب ثروات الآخرين، وبالتبعية تطورت أساليب العقوبة التي يوقعها عليهم القانون، ففي الجاهلية كان اللصوص يعاقبون أما بالنفي خارج القبيلة أو الجلد وجاء الإسلام وفرض عقوبة قطع اليد على السارق، وبعد فترة الخلفاء الراشدين تشدد الولاة في معاقبة اللصوص، فزياد ابن أبيه قال في خطبته البتراء الشهيرة (من نقب بيتا نقبنا عن قلبه ومن نبش قبرا دفناه فيه) فكان يخلع القفص الصدري للصوص ويستخرج قلوبهم من أحشائهم، ففي أيامه كانت البيوت تصنع من الطين الهش،فكان اللصوص ينقبون (يثقبون) الحيطان بآلة حادة ويدخلون البيوت ويسرقونها أو كانوا يسرقون الأكفان من القبور،وتنوعت العقوبات على اللصوص جيلا بعد جيل وعصرا بعد عصر وتفاوتت بين الضرب والجلد وقطع الأطراف والسجن والنفي الخ الخ.
ثم جاء لصوص الوقت الحالي الذين يدخلون البيوت من أجل سرقتها متبعين طريقتين، إما كسر أقفال الباب أو تسلق المواسير وهذه الأخيرة هي الأشهر في قاهرة المعز، فقد ارتبط اسم اللصوص في مصر بالمواسير، ولكن وإن تنوعت الطرق واختلف الزمان فقد كانت العقوبات لا تختلف كثيرا عن الأزمان السابقة، إما الضرب أو السجن، ولذلك لا يوجد أحد أسوأ حظا من لص يضبط في حالة تلبس، فقبل أن يسلمه الأهالي للشرطة فإنه يأخذ فصلا طويلا من الضرب والركل حتى يتمنى أن تصل الشرطة سريعا لاعتقاله قبل أن يفتكوا به.
والآن لنتكلم عن اللصوص عندنا في الكويت.
جرت العادة على مر العصور والأزمان أن يكون شكل اللص رث الثياب، مغبر الوجه، نحيل الجسم، أشعث الشعر، فهو لم يسرق إلا لأنه لا يجد ما يسد به رمقه، ولكن عندنا في الكويت اللص يركب سيارة BMW مزودة بكل أشكال التكنولوجيا الحديثة، لديه مكتب يتسع لمضمار سباق خيل، يلبس بشتا فاخرا تفوح منه رائحة العود والعنبر والمسك، وأهم فرق بين لصوص الماضي ولصوص الكويت الحاليين أن اللصوص في الماضي كانوا يضطرون للحفر في الجدران أو تسور المواسير من أجل السرقة ولكن لصوص الكويت كل ما عليهم أن يفعلوه ليسرقوا هو مجرد توقيع بسيط على ورقة بيضاء مكتوب عليها كلمة واحدة هي (مناقصة).
تعليقات