الصانع وتنويع مصادر الدخل! بقلم تركي العازمي
الاقتصاد الآنمارس 13, 2014, 10:05 ص 3209 مشاهدات 0
ملفت للنظر جيدا توجهات أمين سر مجلس الأمة يعقوب الصانع... تمكين الكفاءات الوطنية ورئيس لجنة الموارد البشرية وفي الأمس خرج علينا بالضربة القاضية الممتعة حيث صرح بأن السلطتين اتفقتا على عقد جلسة خاصة لمناقشة تنويع مصادر الدخل!
تساؤل الصانع في محله... « لو هبط سعر البرميل إلى ما دون 70 دولاراً فهل ستستطيع الحكومة دفع مصاريف الباب الأول من الرواتب والدعم؟».
لقد ذكرنا في أكثر من موقع ان الكويت تعاني من تدني المستوى القيادي وخطتها التنموية لم تولِ جانب العنصر البشري الأهمية المطلوبة في عهد أنعم الله علينا بطفرة مالية لم تستغل بالشكل المطلوب.... فالقياديون في أماكنهم باقون إلى أن يأتي اليوم الذي نفيق فيه من غفلتنا... القيادي هو صاحب رؤية يعتمد على الفكر الاستراتيجي في طريقة أدائه لعمله والشاهد انه لا رؤيه ولا استرتيجية... فهل يجوز بقاء مجاميع القياديين في مناصبهم وهم لم يقدموا أي خطوة من شأنها خفض نسبة الاعتماد على الدخل القادم من النفط في سعره الحالي...!
دول تجاوزت مرحلة النقلة النوعية حيث لا حسد ولا احتكار للمناصب القيادية... يفكرون من حولنا بصوت عال... يختارون الكفاءات فقط ولا يعنيهم «ولد فلان» و لا يحللون دمه لاكتشاف لونه أو عرقه أو مذهبه فهم يبحثون عبر مسطرة وطنية محددة الأطراف لا إعوجاج فيها يبحثون عن الكفاءات وإن لم يجدوها لديهم بحثوا عن البيوت الاستشارية وأحضروا أبناء جلدتهم من لديهم القدرة على العمل الأخلاقي المتصفين بالرؤية والنزاهة وبالتالي يكتسبون الخبرة ومن ثم يذهب الأجانب من حيث أتوا!
لقد «كبتوا» أنفاسنا بعنصرية بغيضة... الكفاءة يتلقى اتصالات من دول مجاورة وبعروض مغرية و«ربعنا» ما زالوا يبحثون عن المنفذ فقط والإبداع أو لنقل الاعتراض «مرفوض»... هذه هي مسطرتنا!
وعودة إلى خبر الصانع وتنويع الدخل... يجب أن تبدأ لجنة الموارد البشرية التي يرأسها الصانع في العمل بأسرع وقت ممكن وعليها أن تختار الكفاءات فقط وأعني هنا بدءا بتغيير القياديين الحاليين في المجاميع الاستثمارية كالهيئة العامة للاستثمار والشركات التي تمتلك فيها الدولة حصة مؤثرة كي نأتي بعقول نيرة صاحبة رؤية محددة ويفترض أن تخرج لنا برؤية استراتيجية مدتها 5 سنوات تستطيع أن ترفع من نسبة الدخل من غير النفط وطبعا ديوان الخدمة المدنية يفترض تغييره فورا!
هناك فرص يجب أن تقتنص.. هناك شراكة استرتيجية ممكن عملها مع كبرى الشركات الاستثمارية العالمية التي تحمل رؤية تغييرية تحولية مردودها المالي كبير جدا جدا جدا... لكن كيف يتحقق لنا هذا التوجه النادر والذي لن يسمح أبطال التخلف الفكري من حدوثه!
إننا نملك من الملاءة المالية والكفاءات المنسية ما يجعلنا في مصاف الدول التي تستثمر بشكل صحيح!
نحن لم نفلح في «الكورة» وتوزيع المزارع والجواخير وتعليم طلبة الابتدائي كتابة أسمائهم والحسد بلغ حدا خطيراً حتى بعض رموز الفساد يتفاخر بفساده ولا رادع له!
ارحموا عقولنا « شوية»... فإما اننا لا نفهم أو ان ما نكتبه يحتاج لأصحاب قرار يفسرون لنا «الشخبطة القيادية»... قيادي لا يحمل رؤية: كيف يا هل ترى؟
عطوا لجنة الموارد البشرية الدعم واقتلعوا رموز الفساد والداعمين له وافسحوا «الله يرحم والديكم» للكفاءات المجال قبل أن يهبط النفط ونبحث عن «صندوق الأجيال القادمة» لتغطية المصاريف...الله لا يجيب هذا اليوم. والله المستعان!
تعليقات