عن عيد النوروز!.. يكتب خليفة الخرافي
زاوية الكتابكتب مارس 28, 2014, 12:40 ص 796 مشاهدات 0
القبس
بلاد ما وراء النهرين عيد النوروز فارسي الهوى
خليفة مساعد الخرافي
كان دوق موسكو يدفع الجزية سنوياً لأمير بخارى، الا ان «قياصرة روسيا» استردوا هذه المناطق الإسلامية وسقط أول حصن إسلامي، وهو حصن آق مسجد في بلاد ما وراء النهر بيد «الروس عام 1852 م».
قبلها كانت «سمرقند» عاصمة بلاد ما وراء النهر لمدة خمسة قرون منذ عهد «السامانيين إلى عهد التيموريين».
أعجب «الخليفة المأمون» بالسمرقندي «أسد الساماني» وابنائه وألحقهم بخدمته وجعلهم من خاصته، وبعد انتقال «المأمون إلى بغداد» أمر بتولية اقليم إلى كل واحد من أبناء «أسد السامانى»، وقد برز «أحمد بن أسد حاكم فرغانة» على إخوته، وفي عام 892م تسلم الحكم ابنه «إسماعيل» واصبح الحاكم الأعلى لكل بلاد ما وراء النهر، لذلك يرى بعض المؤرخين أن «إسماعيل بن أحمد بن أسد السامانى هو المؤسس الحقيقي للدولة السامانية الطاجيكستانية»، حيث خضع له سائر الأمراء السامانيين، ووسع حدود الدولة، فضم لها خراسان ومعظم البلاد التي كانت خاضعة لنفوذ الدولة الصفارية وبلغت الدولة السامانية قمة مجدها في عهده من 892- 908م، ثم في عهد حفيده نصر بن أحمد بن إسماعيل 913 - 943م، وبدأت الدولة السامانية تتدهور منذ «عهد نوح بن نصر943 - 954م»، حتى سقطت في يد «الغزنويين سنة 999م».
وقد كانت «الدولة السامانية ملتزمة بمذهب أهل السنة»، وكانت علاقتها «بالخلافة العباسية» علاقة احترام وإجلال، حيث كان أمراؤها يعدون أنفسهم نواباً عن الخليفة. وقد ازدهرت الحياة العلمية في «عصر السامانيين، وكانت بخارى وسمرقند تنافسان بغداد في مكانتها العلمية والأدبية، بسبب تشجيع الأمراء «السامانيين للعلم وحبهم للعلماء».
• • •
«عيد النوروز»
«يحتفل به شعوب دول ايران أذربيجان أفغانستان طاجيكستان - أوزبكستان – كردستان – تركستان (تركيا)».
ويعتبرون حلول «النوروز» تزامنا مع تجدد الطبيعة عند بداية فصل الربيع، ففي الامم الشرقية التي تمتهن الزراعة، والتي يكون مناخها بارداً جداً يفرحون بقدوم الربيع، لأنه الدفء والجمال، ويعطيهم شعوراً مريحاً كالتفاؤل والحب والأمل والسلام، يذكر أن هذا العيد يرمز في أساسه إلى الصراع بين قوى الظلام والنور أو الفضيلة والرذيلة وبين الخير والشر، وينسب بداية النوروز إلى عصور ما قبل التاريخ، وتحديداً إلى «العصر الأخميني». كانت احتفالات عمت البلاد في عهد الملك الفارسي جمشيد بن طهمورث، ولقدر هذا الملك عند «اهل فارس» يضعه «الفرس» في مقام نبي الله «سليمان عليه السلام»، ويرون أنه كان يتمتع بالقدرات نفسها التي وهبها الله للنبي «سليمان» مثل السيطرة على الجن ونحو ذلك. بسبب نشره للسعادة والخير والبركة، وسميت فيما بعد بــ«النوروز» ومعناها في الفارسية «يوم جديد».
«النوروز» يعني دوران الأرض حول الشمس، وتبدل الفصول، وبداية موسم عمل جديد في الأرض.
وخلاله كان الحكام يوقفون القتال، ويوقعون معاهدات السلام، ويطلقون سراح الأسرى من السجون.
وقيل ان «نوروز» قد اخترعه «زرادشت» نفسه، «نوروز» هو أيضا يوم مقدس بالنسبة لمذاهب وطوائف اخرى مثل «الإسماعيليين والعلويين والبهائيين».
«النوروز» ايضا عيد رأس السنة «المصرية» هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة.. ويحتفل به «أقباط مصر».
وفي زمن «مماليك مصر» كانت تقام الاحتفالات والرقص والغناء والمرح.
وفي «آسيا الوسطى وايران» يتراشون الشباب والفتيات بالماء.
• • •
وأحسن من وصف الربيع بصور جميلة وإيقاع موسيقي بديع «البحتري»:
«أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً
مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما»
وَقَد نَبَّهَ النَيروزُ في غَلَسِ الدُجى
أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّما
يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّهُ
يَبُثُّ حَديثاً كانَ أَمسِ مُكَتَّما
وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسُهُ عَلَيهِ
كَما نَشَّرتَ وَشياً مُنَمنَما
أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ بَشاشَةً
وَكانَ قَذىً لِلعَينِ إِذ كانَ مُحرَما
وَرَقَّ نَسيمُ الريحِ حَتّى حَسِبتَهُ
يَجيءُ بِأَنفاسِ الأَحِبَّةِ نُعَّما
• هو أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي، ولد عام 820م في منبج بسوريا وزامل الشاعر المعروف بــ«أبي تمام».
• • •
نكمل الجمعة المقبلة بقية مقالة «طاجيكستان».
تعليقات