المتاجرة بأطفال سوريا!.. بقلم عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1416 مشاهدات 0


القبس

قمصان سوريا

عبد اللطيف الدعيج

 

ليست لدي مشكلة، وليس من المفروض اصلا ان تكون، مع من يدعم او من يدعي دعم اطفال سوريا.. ولكن لدي الفا من هذه مع من يستخدم اطفال سوريا كقميص عثمان. حق يراد به باطل.

من يتنادى لدعم «ثورة سوريا»، ونشر الديموقراطية والحرية فيها، ومن يتباكى على اطفالها، هم مع الاسف اغلب من يضطهد الناس وحملة ومروجي الفكر الواحد او الفرقة الناجية حسب تعبيرهم. لنلاحظ مواقفهم وتنظيماتهم، وحتى طرق معيشتهم وأنظمتهم، فكلها تكشف عداء اصليا واصوليا للحريات وللديموقراطية التي يبشرون الشعب السوري بها. ان فاقد الشيء لا يعطيه، ومن يدعي الرأفة والعناية باطفال سوريا هم من مرن نفسه وثقف فرقته على ازدراء الغير، وعلى التعصب للرأي، وعلى اضطهاد والتنكيل بمن يختلف معه. وجماعات وفرق مثل هذه ليست مؤهلة لان تعنى بـ «جيف»، فكيف بشعب مثل الشعب السوري، بتنوعه وتعدده وتطوره الاجتماعي؟

من يتباكى على شعب سوريا، ويئن لمصائب اطفاله هم بالذات من اعترضوا، وما زالوا يعترضون، على حرص الكويت على تنمية الاقليم المحيط وتوفير ما يمكن من فوائض مالية لمصلحة الارتقاء بشعوب المنطقة، هم اول وكل المنددين بسياسات الصندوق الكويتي للتنمية والمعترضين على القروض والتسهيلات التي يقدمها للدول العربية والاسلامية، ومنها بالطبع الشعب السوري قبل الثورة المزعومة. مع ان ما يقدمه الصندوق الكويتي للتنمية هو قروض وتسهيلات ائتمانية يسترجعها بفوائد تعود بالربح على الاحتياطي العام للدولة. فكيف لمن يتورم كلما قدم الصندوق الكويتي قرضا او تسهيلات لشعب شقيق ان يكون بهذه الرقة والحنو والكرم الحاتمي لدعم اطفال سوريا؟

اعلم ان هناك القليل ممن هو معني بالفعل بمعيشة وشؤون الشعب السوري، لكن وبحكم زخم الكذب والافتراء الذي رافق ولا يزال يرافق التغطيات الاعلامية التي عصفت، ومع الاسف لاتزال تعصف بالشعب السوري، فانني لاأملك الا الجزم والتأكيد بأن كل الداعمين لما يسمى بالثورة السورية، وكل المتباكين على اطفال سوريا، يحركهم مخزونهم من البغض والحقد الطائفي. وان الديموقراطية والثورة واطفالها لم ولن يكونوا شأنا لمن مرن وعود نفسه على اضطهاد الغير، والتعصب لرأيه ومعتقده. باختصار.. وهذه للائتلاف السوري ولأصحاب النوايا الحية والثوار السوريين الحقيقيين.. ان ثورة تقوم على المتاجرة باطفال سوريا، ليس فيها خير بالتاكيد للشعب السوري.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك