منى العياف لـ'الغانم': أين الحيادية يا 'مرزوق'؟!

زاوية الكتاب

كتب 1059 مشاهدات 0


الوطن

طوفة عروق  /  رئيس المجلس يستبق رأي القضاء.. ويؤكد أن المقاطع 'مفبركة'!!

منى العياف

 

الجلسة كانت سرية بناء على طلب الحكومة!! فماذا اذن عن هذا العنوان المفاجئ والمعد منذ مساء ليلة الاثنين للصحيفة الموالية لسمو الرئيس، ليصدمنا نحن القراء صباح الثلاثاء بعنوان: «جلسة المفاجآت»؟! أهي سرية اذن أم ان هناك من عرف انها «جلسة مفاجآت»؟! ترى هل يستقيم الأمران معاً!!.
بمعنى آخر: هل علمت الصحيفة المذكورة بما سوف يقدمه رئيس الحكومة لنواب الشعب (وبسرية تامة) في الجلسة!! كل الموالين للرئيسين كانوا على علم بما تحتويه وبما سيعلنه الرئيس خلالها، بدليل تغريدات الموالين لهما، والتي أشعلت «تويتر» باذاعة كل التفاصيل التي رأيناها.. هم وحدهم من كانوا يعلمون، أما الشعب فآخر من يعلم!!.
٭٭٭
نحن اليوم أمام مشهد متدن لحكومة لم تحترم مسؤوليتها السياسية، حكومة لم تتحرك وتعلن وتكشف محتوى ما لديها من مقاطع الفيديو والرابضة في مكتب رئيس الحكومة منذ أربعة أشهر.. ولم تتحرك الا بعد شهادة الشيخ أحمد الفهد أمام النيابة والتي ذهب اليها مرغماً للإدلاء بها!.
فهناك أسئلة صعبة تحتاج الى اجابة بسرعة وأولها هو لماذا صدر بيان بمنع أي من كان في الحديث حول فضيحة مقاطع الفيديو؟ وسؤال آخر هو: لماذا أيضاً يصدر النائب العام امراً بمنع أي شخص من الحديث في هذه الفضيحة؟!.
٭٭٭
هل كانت الأسئلة التي قدمها النائب علي الراشد، والبيان الحاسم شديد اللهجة الصادر عن كتلة «المسار المستقل»، هي التي أجبرتهم على كل هذه الاجراءات بالتتابع وصولاً الى الذروة لعرض محتوى المقاطع على مجلس الأمة؟!.
السؤال الأخطر من هذا هو: ما دام الأشرطة ستسلم الى النيابة، فلماذا لم تنتظر الحكومة نتيجة تحقيق النائب العام في مقاطع الفيديو، حتى تكون هي الجهة المحايدة بين السلطتين؟!.
وما سبب هذه السرعة التي دفعت رئيس الحكومة اليوم الى عرض ما كان بحوزته وحده منذ أشهر ولم يحرك خلالها ساكناً على الرغم من خطورة الفضيحة؟! فلماذا ذهب اليوم الى المجلس لعرض المقاطع على نواب الأمة؟! لماذا لم يعرضها عندما أثيرت لأول مرة.. وعندما تلقاها؟ ثم انه عندما تسلم هذه المقاطع تسلمها بأي صفة؟ تسلمها بصفته رئيساً للحكومة أم بصفته (فرداً من الأسرة)؟!.
٭٭٭
نحن لا نعلم اليوم الصفة الصحيحة التي تسلمها بها لماذا هو بالذات؟!، فهو لم يفعل شيئاً منذ استلامها وطوال تلك الفترة، وهو رئيس الوزراء، الا بعد ان اعطى (أحمد الفهد) شهادته!!.
القضية كبيرة جداً.. بل انها تبدو كمصاب جلل أصيبت فيه الكويت.. وأحزانه أكبر مما نستطيع حملها او تخيلها!.
من المؤسف ان يعيش كل الكويتيين هذا المصاب منذ شهور.. فمنذ ان تداول الناس الخبر عن «الشريط» - أو المقاطع - ومحاولات التغطية على الموضوع تتابع وإنكار مستمر!.
ما الذي يحدث لنا؟ ما الذي يحدث للكويت.. أشعر بخوف مريع من هذا الحاضر الرديء الذي نعيشه فما ادراك عن المستقبل الذي نخشى تصور ملامحه؟!.
٭٭٭
أليس غريباً أنه وعلى مدى أربعة أشهر والحكومة (تحاور وتزاور) يمينا وشمالا، ولم يتحمل رئيس الوزراء مسؤولياته أو يقم بما هو مطلوب منه، ثم وخلال أسبوع واحد فقط غرقت الحكومة في «شبر ماء» وصدرت البيانات من كل صوب لحمايتها، واليوم بعد هذا الاجراء المباغت – في تقديرنا – وتصريح رئيس المجلس منذ أول أمس بانه سيتم وضع النقاط على الحروف فيما يخص المشهد السياسي، فان كل هذا بالنسبة لنا زاد (الطين بله)! لأنه قال بالحرف الواحد: أقول لمن يريد السوء لهذا البلد: {يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.. ثم قال بالأمس: «تقارير الجهات المختصة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان جميع «المقاطع» تم العبث بها ولا تمثل نسخة حقيقية للأحداث»!!.
٭٭٭
أعتقد ان هذه الرسالة والرأي المسبق والذي يفهم من خلاله ان الأشرطة مفبركة، فانك كرئيس للمجلس لم تكن حياديا في الموضوع لأن أحد الأطراف الذي دار حوله الموضوع يعتبر (أخ لوالدتك)!.
والسؤال الذي يطرح نفسه، أين الحيادية يا «مرزوق»؟!وماذا تركت للآخرين المختصين من أهل القضاء؟ فالقانون فوق الجميع وكل ما تم عرضه بالأمس لا دخل للسلطة القضائية فيه، ولم يق
ل القضاء كلمته وانت مصرّ على ان الأشرطة مفبركة!! تذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
أعتقد الأيام حبلى بالمفاجآت لننتظر ونرَ وسنتابع ما حدث في (جلسة المفاجآت السرية)!! وأبشركم.. من أساء للكويت حتماً فسيدفع الثمن!! وغداً للحديث بقية!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك