عايد المناع يكتب عن شرعية أعضاء هيئة التدريس بالجامعه

زاوية الكتاب

كتب 653 مشاهدات 0


جمعية هيئة التدريس وشرعية الأمر الواقع أليس مستغربا ومستهجنا ومحزنا ان يطعن استاذ جامعي ومسؤول اكاديمي في شرعية جمعية يفترض فيه هو ان يكون اول المدافعين عن شرعيتها بحكم الامر الواقع وان يكون في طليعة المطالبين بأهمية استمرارها وتمتعها بحريتها الكاملة بحكم ضرورة وجودها؟ لا نقول اذا عرف السبب بطل العجب وانما نقول ان من عجائب الزمان ان يتطوع استاذ جامعي للبحث في مبررات قانونية ليس لتعزيز وضع الجمعية التي تمثل نسبة كبيرة من اعضاء هيئة التدريس ويناضل رئيس واعضاء مجلس ادارتها في سبيل تحسين الاوضاع المعاشية والاكاديمية لكافة اعضاء الهيئة التدريسية وانما تطوع هذا الاستاذ الاكاديمي للبحث عن ايجاد مبررات للطعن في شرعية وجود الجمعية ويبدو انه يحلم انه اذا ما حصل على حكم قضائي بـ »عدم شرعية جمعية اعضاء هيئة التدريس« في جامعة الكويت فإن هذه الجمعية سيتم اغلاق ابوابها واذا ما حدث ذلك لا سمح الله ولا قدر فلن نستغرب على الطاعن بشرعية هذه الجمعية ان يذهب الى ما هو ابعد وهو المطالبة بإنزال عقوبة السجن أو الغرامة المالية أو كليهما على اعضاء مجلس الادارة بحكم عضويتهم في تنظيم غير شرعي وهنا نتساءل هل سيكتفي الطاعن بتصفية حساباته مع مجلس الادارة الحالي أم انه سيطالب بمعاقبة الرؤساء والاعضاء السابقين لمجالس الادارة منذ ما يزيد على الاربعين عاما؟ لسنا ندافع عن اعضاء جمعية هيئة التدريس الجامعية وانما ندافع عن الكيان نفسه فهذا الكيان يمثل اغلبية صفوة المجتمع ولا يليق بإنسان ينتمي الى هذه الصفوة ان يبحث عن مبررات يحرم فيها نفسه وزملاءه من وجود كيان تنظيمي اكاديمي يمثلهم ويسعى جاهدا لخدمتهم وتحقيق مطالبهم وطموحاتهم. واذا كانت حجة الملوح أو المهدد بالطعن بشرعية الجمعية التدريسية بأنها غير مشهرة وغير معترف بها من قبل وزارة الشؤون مما يحرمها من الغطاء القانوني فإننا نتساءل اين كان هذا الطاعن قبل عقد أو عقدين أو حتى اقل من ذلك ألا يعلم ان هذه الجمعية رأت النور قبل ان يلتحق هو نفسه طالبا في الجامعة أم ان مفهوم الشرعية مرتبط باشخاص اعضاء مجلس الادارة وليس بالكيان التنظيمي نفسه؟ واذا كانت جمعية اعضاء هيئة غير مشهرة فهل هي الجمعية الوحيدة أو الاتحاد الاوحد أم ان هناك غيرها؟ نكتفي هنا بالتساؤل ونقول ان هناك شرعية يعرفها الجميع هي »شرعية الامر الواقع« وهي شرعية تنطبق تماما على جمعية اعضاء هيئة التدريس بالجامعة وتنطبق كذلك على الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع الجامعة فكلاهما لا يقل عمره التنظيمي عن اربعين عاما وكلاهما يتمتع بتسهيلات وامتيازات ورعايات رسمية منذ عقود وما تزال مستمرة. واذا كان هذا الوضع لا يعني اضفاء الصفة القانونية فإنه حتما يعني التعايش مع الآخر أو القبول الضمني وليس العلني به. فإذا الجهات الرسمية قد قبلت ان تتعايش وتقبل ضمنيا بشرعية الامر الواقع فهل يعقل ان يطعن استاذ ينتمي الى نفس الكيان المستفيد من هذا التعايش والقبول بشرعية كيانه؟ نعتقد ان الطعن المذكور لن يضر جمعية اعضاء هيئة التدريس ولكنه للاسف يسيء الى سمعة اساتذة الجامعة اذ يظهر هذا الطعن ان البعض لا يتحمل الرأي الآخر ولا يمكنه ان يتعايش مع تعددية اجتهادية أو فكرية وهذه صفة العقل الاستبدادي وليست صفة العقل الديموقراطي لذلك نهيب بالاستاذ الدكتور عبدالله الفهيد مدير جامعة الكويت ان يتدخل لحماية سمعة الجامعة من المجتهدين بالاساءة اليها ربما دون قصد وربما اعتقادا منهم ان في ذلك ارضاء للادارة الجامعية وعلى رأسها المدير.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك